الجنرال خالد نزّار يفاجئ الجزائريين برسالة حول أحداث أكتوبر 1988

“المؤسسة العسكرية تعرضت لمؤامرة لتمرير الإصلاحات السياسية و الاقتصادية”
اتّهم الجنرال المتقاعد و وزير الدفاع السابق ،خالد نزار، الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد،بإصداره أمرية رئاسية تدعو قوات الجيش للتدخل لقمع المتظاهرين الذين فجروا موجة احتجاجات متزامنة يوم 5 أكتوبر 1988 .و هو الإجراء الذي خلف حسبه حصيلة كارثية من القتلى. وقتل في هذه الاحداث حسب إحصائيات رسمية 169 شخصاً، بينما يرتفع العدد لدى المعارضة إلى ما لا يقل عن 500 قتيل وآلاف المفقودين قسرا
و ذكر نزار الذي كان يشغل نائب القائد العسكري المكلف باسترجاع الأمن العمومي في العاصمة خلال تلك الأحداث في رسالة مفتوحة نشرتها الصحيفة الالكترونية “ألجيري باتريوتيك” التي يملكها نجله أن” التيار الإصلاحي آنذاك كان له قسط من المسؤولية في أعنف مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش تعرفها الجزائر منذ الاستقلال”.
ويعتقد المتحدث الذي خصص جزء مطول من رسالته للرد على اتهامات ظلت تلاحقه بخصوص مسؤولية مفترضة له في تحريك تلك الأحداث قائلا أن ” أحداث أكتوبر بدأ التحضير لها خلال أشهر سابقة من نفس السنة بوضع مخطط معين وتنفيذه في سبتمبر من السنة ذاتها”، مضيفا “سيأتي يوم لا محالة يسألون ويحاسبون عنه”.
و خاطب نزار ،خالد زياري و هو إطار سابق بالمديرية العامة للأمن الوطني الذي تهجم عليه في صفحته على الفايسبوك على خلفية قمع الشباب الذي خرج للتظاهر في أكتوبر 88 قائلا “تعلمون أن هناك اسما معروفا تعتزون به مثلما يعتز به العديد من زملائك و كان مسؤولي المباشر قد أمر بقصف المتظاهرين بالمروحيات العسكرية في العاصمة” في إشارة لقائد أركان الجيش الذي تمت إقالته في تلك الفترة اللواء عبد الله بلهوشات.”و هذا المشهد عاشته غرفة العمليات بحضور ضباط سامين و مستخدمين كانوا شهودا على الواقعة”.و تابع نزار أن “اتهامي بقتل و قمع المتظاهرين في أكتوبر 1988 هو إهانة للمجندين الشباب الذين حوّلتموهم بهذه التلفيقات إلى آلة للتقتيل بذريعة أنهم تلقوا الأوامر بإطلاق النار” و تابع نزّار أنه “حتى و إن أصدرت بنفسي تعليمات شفوية و كتابية متتالية لتفادي حالة الفلتان و السيطرة على الوضع العام، قد يوجد من يستغل هذا الوضع حتى من أولئك الذين هم في هرم المسؤولية لاختلاق مزاعم كيدية ضدي تتهمني بأني أدبر لانقلاب مفترض رغم أن الأوامر في هذا الشأن واضحة تماما و هي صادرة من طرف الرئيس نفسه”. وأعرب نزار عن قناعته بأن المؤسسة العسكرية تعرضت إلى “مؤامرة” كان الهدف منها هو تمرير الإصلاحات السياسية والاقتصادية بعد تشويه صورة الجيش حسبه. 

وقال: “أؤكد لكم أن أحداث الخامس من أكتوبر 88 كان الاصلاحيون من ورائها”، والهدف من ذلك “إخراج الجيش إلى الشارع، ومن ثم توفير الفرصة لتمرير مشروعهم الإصلاحي. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت رئاسة الجمهورية مبنى شاغرا، أي أصبحنا من دون رئيس بعدما اختفى الشاذلي بن جديد في مكتبه، ولم يعد يظهر للعيان. فاضطررت لأطلب منه الخروج إلى الشارع ليراه المواطنون”. وفي هذا الإطار، قال اللواء نزار إن الأوضاع التي كانت تعرفها الجزائر قبل 5 أكتوبر كانت كلها تنبئ بانفجار الشارع من خلال الأزمات السياسية التي كانت غامضة، والأزمات الاقتصادية التي تسبب فيها بعض المقربين من الرئيس الشاذلي بن جديد، ومشاكل اجتماعية كان يعيشها المواطن الجزائري، حيث ساهمت هذه العوامل كلها ـ حسب نزار ـ في إحداث غضب داخلي لدى الشارع الجزائري الذي كان – حسبه – مهيئا للانفجار.

                                                                      نقلا عن جريدة البلاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.