في ذكرى يوم العلم : أعرف أكثر عن عبد الحميد بن باديس .


ملف أكبر عالم في تاريخ الجزائر في ذكرى رحيله / الجزء الثاني
حقيقة علاقة الشيخ بن باديس بالمفكر مالك بن نبي
 
 

ابنه الوحيد توفي برصاصة، والعلاّمة رفض إعادة الزواج

تعرض لمحاولة اغتيال، وأقام مصالحة تاريخية مع المتهمين بمحاولة تصفيته
 
كشف الجزء الأول من الملف الذي فتحته الشروق اليومي عن العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، مدى تعطش الجزائريين لمعرفة تاريخ علمائهم، خاصة أن ابن باديس كان ظاهرة علمية كما قال المرحوم الشيخ محمد الغزالي، الذي كان يفتخر بكونه عاش في مدينة الشيخ العلامة، قدم لأمته دستور حياة فخاض في كل المجالات، فنهل منه رفاقه، ووضعوا لبنة الثورة الفكرية التي فجّرت الثورة المسلحة، ومع أن الشيخ بن باديس سبق عصره فإننا برغم مرور ثلاثة وسبعين سنة عن رحيله، لم نلحق بعد بفكره، بدليل تغييب أفكاره في كل برامج الأسرة وفي الدساتير وفي المقررات الدراسية التي لا تكاد تذكر الشيخ إلا من خلال قصيدة شعب الجزائر مسلم.
هل كانت علاقة بن باديس مع مالك بن نبي سيئة؟ 
عظيمان من مدينة واحدة ولم يلتقيا سوى مرتين

سألنا الدكتور عمار طالبي، عن مقدمة كتابه الرائع "ابن باديس حياته وآثاره"، إن كان المفكر مالك بن نبي هو من اقترح أن يكتب مقدمة الكتاب، التي جاءت في ست صفحات كاملة في الثامن من أفريل من عام 1966، فقال أنه هو من نقل نسخة من الكتاب إلى بيت مالك بن نبي، واقترح على المفكر الراحل أن يخط المقدمة، وجاءت فعلا مُفحمة لكل الذين قالوا أن العظيمين كانا في خطين متوازيين لم يلتقيا أبدا، المفكر بن نبي قال وهو يكتب المقدمة أنه شعر بلذة مزدوجة، ووصف شخصية بن باديس بالمتنوعة والغنية، وقال بالحرف الواحد أن بن باديس كان مناظرا مفحما، ومؤمنا متحمسا، وصوفيا والها، ومجتهدا يرجع إلى أصول الإيمان المذهبية، وهو وطني مؤمن تصدّى عام 1936 لزعيم سياسي نشر مقالا عنوانه أنا فرنسا، فردّ عليه ردا حاميا قويا، ويعترف المفكر بن نبي، بأنه كان يقرأ افتتاحية الشيخ بن باديس التي كان يكتبها في الشهاب من عام 1929 إلى غاية عام 1939، وختم المفكر بن نبي مقدمة الكتاب بشهادة من النادر أن يقولها مفكر العصر على شخصية أخرى عندما قال: إنه ناقد اجتماعي وعالم محقق ومصلح وصوفي، وأكمل القول: ولا يفوتني أن أذكر أن غنى هذه الذات ليس محصورا كله في فعل واحد من أفعال هذا الفكر وهذه السيرة، اللذين بعثا الحياة في فترة ما من تاريخنا الوطني، وبن باديس مثقف عاش مأساة مجتمع وحضارته على طريقته الخاصة.

هذه الشهادة من مفكر لم يجامل أحدا في حياته، لم تنسف ما كتبه المفكر مالك بن نبي في مذكرات شاهد على القرن، من لوم للعلامة عندما زاره في مكتبه في قسنطينة في بداية العشرينات، فقد كان الرجلان يعيشان في مدينة واحدة، وكان بن باديس يكبر بن نبي عمرا بستة عشرة سنة فقط، وفتح بن باديس مدرسته التعليمية للجميع، فدرس فيها شقيق مالك بن نبي الأكبر محمود، ولكن مالك غاب عنها، وحتى لقاءهما الأول والوحيد في قسنطينة، كان متوترا كما تحدث عنه مالك بن نبي، الذي كان ثائرا لا يريد مهادنة، حيث دخل على الشيخ في مكتبه ووجده منشغلا، لأن مالك كان شابا دون العشرين مرتديا بدلة أنيقة كعادته، والشيخ لم يعره أي اهتمام، فتحدث مالك عن ما يحدث في المداشر، وطلب بصيغة الأمر تحرّك الشيخ وعدم البقاء في أجواء الدروس والمحاضرات، ثم خرج غاضبا، ولم يلتقيا بعد ذلك في قسنطينة خاصة أن مالك بن نبي سافر للدراسة في باريس، وانتقلت عائلته إلى مدينة تبسة، إلى أن توجّه الشيخ بن باديس إلى باريس، ونزل في الفندق الكبير في منتصف الثلاثينات، وعندما علم مالك بن نبي بحضوره توجّه غاضبا رافضا نزول رجالات جمعية العلماء في فندق فخم في باريس، كما جاء في مذكرات مالك بن نبي، وطلب منهم العودة، واعترف بأنه اقتحم اجتماعهم في الفندق، ولم يكن لبقا باعترافه، كما اعترف بأن الشيخ لم يرد عليه، ببرودة دم لا يمتلكها سوى المفكرين الكبار، وانقطع حبل اللقاءات نهائيا، والكتاب الذي لم ينشر لمفكر العصر بعنوان عفن في جزئه الثاني علمنا أن فيه انتقادا من المفكر مالك بن نبي للشيخ عبد الحميد بن باديس ولبقية شيوخ جمعية العلماء المسلمين، ولكنه اختلاف العلماء والمفكرين الذي يمكن أن يكون رحمة، بدليل أن آخر ما كتبه المفكر مالك بن نبي عن الشيخ بن باديس كان اعترافا صريحا بعظمة العلامة بن باديس.
لسانه هزّ فرنسا وقلمه هز الطرقيين
بن باديس أول صحافي جزائري يتعرض لمحاولة اغتيال

قبل أن نعود إلى حادثة محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ عبد الحميد بن باديس في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1926 والتي تحدث عنها بنفسه في صحيفة الشهاب، وخصّها تلميذه الشيخ أحمد حماني بكتاب كامل بعنوان صراع بين السنة والبدعة وكان المتهم في الجريمة شابا من نواحي برج بوعريريج يدعى محمد شريف ميمان قال لرجال الأمن الفرنسي بأنه مبعوث من الزاوية العلوية، اتصلت الشروق اليومي بالزاوية العلوية التي مازال مقرها في مستغانم، لنعرف رأيها في هذه الحادثة التي أطفا فتنتها الشيخ بن باديس عندما زار مقر الزاوية عام 1930 والتقى بشيخها أحمد عليوة وتبادلا الحديث، ولكن الناطق الرسمي باسم الزاوية، اعتبر فتح ملف حادثة قارب تاريخها التسعين سنة، غير مجد، وقال أن الوضع في الجزائر يتطلب التقريب وليس التفريق، وهو ما كتبه الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1930 في جريدة الشهاب بعد عودته من عمالة وهران حيث توقف في الزاوية العلوية، وأشار إلى أن الشيخ أحمد بن عليوة دعاه لحفل عشاء كان فيه الحديث إلا عن الأمور التي تجمع ولا تفرق، ومع ذلك فإن بقية رجالات جمعية العلماء المسلمين بقوا مقاطعين للشيخ أحمد بن عليوة.

أما عن شرارة الحادثة، فتعود إلى بداية العشرينات قبل أن يؤسس الشيخ عبد الحميد بن باديس صحيفته الأولى المنتقد، حيث كتب عام 1922 وكان عمره 33 سنة، أول رسالة مطوّلة لعلماء تونس ومصر والمغرب عنونها برسالة جواب عن سوء مقال، تحدث فيها عن الطرقية بطريقة هزّت العالم الإسلامي وجعلت الشيخ ضمن كبار علماء الأمة، ولم يكن الشيخ عبد الحميد بن باديس عدوا للزوايا ولا للصوفية، ولكنه لم يستحسن أن يختصر الإسلام في الجزائر فيهما، وبمجرد أن أسس الشيخ عبد الحميد بن باديس جريدة المنتقد عام 1925 حتى جعلها بالكامل في بعض أعدادها لمحاربة الطرقية، وبعد سنة من الهجوم الباديسي الكاسح الذي طال كل الطرقيين الذين ذكر أسماءهم، ظهرت أولا صحيفة البلاغ الجزائري التابعة للطرقيين والتي صارت تذكر حتى الحياة الخاصة للشيخ، ومنها حادثة إغماء زوجته السيدة يامنة في الشارع وهي خارجة من الحمام، إلى أن اهتزت قسنطينة على محاولة الاغتيال، التي تحدث عنها الشيخ أحمد حماني بالتفصيل في كتابه، حيث ذكر أن الشيخ بن باديس كان عائدا من جامع الاخضر بقسنطينة بعد أن قدم درسا بعد صلاة العشاء، في يوم شتوي بارد مظلم، ليفاجئه شاب قوي البنية بضربة بهراوة على رأسه فسقط الشيخ بن باديس أرضا وتفادى بأعجوبة طعنة في الخصر بموس بوسعادي، ورغم البنية الضعيفة للشيخ إلا أنه تمكن من السيطرة على الجاني، وأكثر من ذلك جرّه إلى نواحي بيته، وهرع أهل الحي وقبضوا على الجاني الذي تم نقله إلى مصالح الأمن، وبدأ التحقيق مع الجاني محمد شريف ميمان الذي اعترف بأنه خطط للاغتيال منذ سبعة أيام عبر ترصد حركات الشيخ، وكان مبعوثا من الزاوية العلوية بمستغانم، الحادثة بلغ صداها تونس ومصر، وبقيت جريدة الشهاب إلى غاية شهر فيفري عام 1927 تقدم رسائل التضامن التي وصلت الشيخ من الأزهر الشريف، كما كانت تنشر ما كتبته بقية الصحف عن الحادثة، وتم نشر قصائد التضامن من كبار شعراء الجزائر مثل السعيد الزاهري ورمضان حمود وخاصة محمد العيد آل خليفة الذي كتب:
حمتك يد المولى وكنت بها أولى
فيا لك من شيخ حمتك يد المولى
وأخطأك المــــوت الزؤام يقوده
إليك امرؤ أملى له الغيّ ما أملى


عظمة الشيخ بن باديس تجلت في المحاكمة التي شهدتها قسنطينة في 14 فيفري 1927 عندما حاول التنازل عن القضية، وقال للقاضي أنه صفح عن الجاني، ولكن شقيق الشيخ ويدعى الزبير بن باديس، وهو مختص في القانون، كلف محاميا أوصل الجاني ليقضي قرابة خمس سنوات في السجن، وخلال هذه الفترة باشر الشيخ بن باديس سفرياته التي سماها بالمهام الصحفية الاستطلاعية، وبلغ عمالة وهران وهناك حدث الصلح التاريخي الذي بصم على روح التسامح التي عُرفت عن الشيخ بن باديس، الذي التقى بالشيخ أحمد بن عليوة بمقر زاويته في مدينة مستغانم، وكتب عام 1930 في صحيفة الشهاب تقريرا عن اللقاء، جاء فيه بالحرف الواحد ما يلي: دعانا الشيخ سيدي أحمد بن عليوة إلى العشاء عنده والشيخ الحاج الأعرج بن الأحول شيخ الطريقة القادرية إلى الغذاء، فلبينا دعوتهما شاكرين، وفي حفلة العشاء عند الشيخ سيدي أحمد بن عليوة حضرها من أعيان البلد ومن تلامذة الشيخ ما يناهز المائة، وبالغ الشيخ في الحفاوة والإكرام، وقام على خدمة ضيوفه بنفسه، فملأ القلوب والعيون وأطلق الألسنة بالشكر، وبعد العشاء قرأ القارئ آيات، ثم أخذ تلامذة الشيخ في إنشاد قصائد من كلام الشيخ ابن الفارض بأصوات حسنة، ترنحت لها الأجساد، ودارت في أثناء ذلك مذاكرات أدبية في معاني بعض الآيات زادت المجلس رونقا. ومما شاهدته من أدب الشيخ وأعجبت به أنه لم يتعرض أصلا لمسألة من محل الخلاف يوجب التعرض لها على أن أبدي رأيي وأدافع عنه، فكانت محادثاتنا كلها في الكثير مما هو محل اتفاق دون القليل الذي هو محل خلاف، وحتى يطفئ الشيخ الفتنة نهائيا أنهى تقريره الصحفي الذي نشر في الشهاب عام 1930بالقول إن أهل مستغانم أهل ذكاء وحسن نية وإقبال على العلم، وللقارئ فسحة قراءة هذه الأحداث كما شاء.
ابن وحيد ومات برصاصة بندقية .
لماذا رفض بن باديس الزواج بعد تطليقه ابنة عمه؟

من حكمة الله أن غالبية عظماء الإسلام لا يتركون أبناء، والأكيد أن المفكرين عبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي هما أعظم ما أنجبت الجزائر في العصر الحديث على الأقل، رحلا دون أن يتركا أولادا من الذكور، الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي قتله الإجهاد فكان شقيقه الأصغر عبد الحق يلحق به إلى الجامع الاخضر لأجل أن يقدم له فطور الصباح، لأنه خرج منذ الفجر للصلاة ولم يعد، يتنقل بالقطار فينسى غذاءه وقد يصوم لعدة أيام، لم يكن مهتما بشأن آخر سوى العلم، وحتى زواجه حدث بطريقة تقليدية، عندما كان بن باديس في الخامسة عشرة من العمر، فبعد وفاة عمه ترك لوالده السيد المصطفى ابنتين وشقيقهما أمانة في رقبته، عاشوا في بيت والد العلامة الذي ارتآى تزويج ابنه البكر عبد الحميد وكان دون سن السادسة عشرة من ابنة عمه الكبرى السيدة يامنة التي كانت في ربيعها الخامس عشر، تزوج بن باديس في عز شغفه بالعلم، فكان دائم السفر، وأثمر زواجه ابنا وحيدا سماه إسماعيل عبده، بسبب تأثر ابن باديس بالشيخ محمد عبده الذي زار قسنطينة عام 1902 عندما كان ابن باديس في سن الثالثة عشرة، الشروق اليومي لم تعثر على صورة الطفل ولا على أي كلمة قالها الشيخ بن باديس عن ابنه سواء في حياته أو عقب حادثة مقتله بمزرعة جده بمنطقة الهرية على بعد عشرين كيلومتر عن قسنطينة، كل ما تمكنا من معرفته على لسان شقيقه عبد الحق، أن إسماعيل بعد طلاق والديه كان يقضي طفولته في مزرعة جدّه الذي تولى الاهتمام به، حتى بلغ سن السادسة عشرة والنصف عندما كان يلهو ببندقية صيد أحد حراس المزرعة، فانطلقت رصاصة استقرت في رأسه فمات في عين المكان، حدث هذا في ربيع 1932، كان الشيخ منهمكا في تقديم درس بجامع الأخضر، عندما دخل عليه شقيقة المحمود وأسرّ له الفاجعة في أذنه، فأكمل درسه ثم اختلى معتكفا في بيته يبكي ابنه الوحيد في صمت، لماذا لم يدخل إسماعيل مدرسة أبيه التي كان يحضرها الصغار من كل مناطق الجزائر، وهل كان متعلقا بأمه يامنة المطلقة؟ أسئلة لم نجد لها إجابة، بينما تقرير الدرك يؤكد أن موت اسماعيل منذ أكثر من ثمانين سنة، جاء من رصاصة في الرأس.

أما عن زواجه الذي لم يعمّر طويلا، ولم نتمكن من معرفة مدّته بالتحديد، خاصة أن الزواج والطلاق كانا بطريقة شرعية بعيدا عن الوثائق التي يمكن أن تحدده بدقة، فإن شرارته اندلعت عندما أراد بن باديس أن يعود إلى بيت والده بعد ان عاشا بداية حياته الزوجية في منزل مدرسة التربية والتعليم، وأرادت السيدة يامنة ان تبقى ببيتها الإنفرادي، فحدث طلاق عائلي بالتراض، بدليل أن الشيخ بن باديس بعد الطلاق ترك البيت العائلي، وبقيت السيدة يامنة تعيش في بيت عمّها والد الشيخ عبد الحميد رفقة شقيقها وشقيقتها، إلى أن هاجروا عند أخوالهم في تونس وهناك أعادت السيدة يامنة الزواج حسب مصادر، وتذكر جريدة البلاغ الجزائرية الطرقية حادثة تبدو من مكائد أهلها على الشيخ بن باديس، تقول أن أحد تلامذة الشيخ في بداية الثلاثينات، هرع إلى الشيخ ليحدثه عن سقوط زوجته مغشيا عليها بعد خروجها من حمام شعبي، وقام بعض الرجال بنقلها إلى بيتها، وهو ما أثار الشيخ ورمى الطلاق، وهي رواية من دون أدنى سند من صحيفة يوجد مقرها بعمالة وهران على بعد ألف كيلومتر عن بيت الشيخ بن باديس، الذي قرّر أن لا يعيد الزواج لعدة أسباب، أولها احتراما لابنة العم يامنة حتى لا تقول أنه رفضها هي، وثانيا لانشغالاته التي جعلته لا يدخل بيته إلا لأجل النوم مدة ساعتين أو ثلاث، وثالثها لتأثره بالمفكر جمال الدين الأفغاني الذي عاش دون أن يلتفت إلى الزواج ومات في سن التاسعة والخمسين، رغم أن للشيخ عبد الحميد بن باديس ما لايقل عن عشرين درسا يحث فيه الناس على حسن الاختيار في الزواج، كما أنه حضر أعراس أشقائه وكان يستجيب لدعوات حفلات الزواج حتى خارج مدينة قسنطينة، وكان آخر درس في حياته قدمه للفتيات في 12 أفريل 1940.

يتـــــبع

تقرؤون في الحلقة الثالثة من أسرار الشيخ بن باديس شهادته على معركة قسنطينة بين مسلمي المدينة واليهود والتي هلك فيها أكثر من عشرين يهوديا واثنين من المسلمين، والمقالات التي كتبها الشيخ وأحدثت ومازالت جدلا كبيرا في العالم الإسلامي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.