ليبيا : المجلس الإنتقالي أو شبح القذافي
لا أحد يصدّق رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل حين يربط دعوته قوات الناتو من أجل البقاء في ليبيا، بالمخاوف الأمنية، وأيضا حين يقول أنه يمثل الليبيين جميعا في هذا الطلب، لأن عبد الجليل يعرف جيدا أن ليس في مقدوره طرد الناتو الآن، بعد تغيير النظام، كما لا يمكنه أن يدّعي الحديث باسم الشعب الليبي، لأنه يمثل سلطة انتقالية فحسب. حتى خبر اعتقال سيف الإسلام، ثم هروبه، والحديث فيما بعد عن إصابته، أو قتله، ثم الزعم بتواجده على الحدود مع النيجر، هائما في الصحراء، كلها أخبار "كاذبة" تختلط بالشائعات "الصحيحة"، وتعبر عن تخبط صريح داخل المجلس الانتقالي، علما أنه ليس من مصلحة الناتو الآن، الإعلان عن القبض أو مقتل سيف الإسلام، وذلك بغرض تحويله إلى بعبع خطير، يبرر حضور القوات الغربية في سبيل حماية الشعب الليبي منه، ما بعد التحرير؟! السلطة الانتقالية في ليبيا الآن تواجه معركة حقيقية لإثبات وطنيتها، كما أنّ القوى الغربية لن تتخلى عن الكعكة الدسمة بعد المساهمة