الجزائر: الجنرال نزار ينفي مسؤوليته عن سقوط ضحايا في انتفاضة عام 88

قال إن ضابطا كبيرا سابقا أراد قصف المتظاهرين بطائرات هليكوبتر
الجزائر – «القدس العربي»: فتح الجنرال المتقاعد خالد نزار النار على خصومه، بمناسبة ذكرى انتفاضة الخامس من تشرين الأول / أكتوبر 1988، مؤكدا على أنه غير مسؤول عن الدماء التي سالت في تلك الأحداث، مشيرا إلى أنه عمل المستحيل لحفظ الأرواح والممتلكات، وأن الذين يتهمونه بإعطاء أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، يهينون جنود الجيش الوطني الشعبي ويجعلون منهم مجرد آلات للقتل.
نشر الجنرال نزار أمس رسالة مفتوحة على موقع «ألجيري باتريوتيك» الإخباري الذي يديره أحد أبنائه، وذلك بمناسبة ذكرى انتفاضة الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 1988، بعد اتهامات جديدة وجهت له، وخاصة الدعوة التي أطلقها خالد زياري وهو مسؤول سابق في جهاز الشرطة، والذي دعا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى محاكمته بوصفه مسؤولا عن الدماء التي سالت في انتفاضة أكتوبر، واصفا إياه بالجندي السابق في الجيش الفرنسي، كما هاجم الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق لجهاز المخابرات، والذي اعتبره المسؤول عن خرق حقوق الإنسان في الجزائر، وكذلك عن تحطيم الجزائر، قائلا إنه يستحق أن يمثل أمام محكمة شعبية.
ورد خالد نزار على منتقده خالد زياري قائلا إنه لا يعرفه شخصيا، لكنه علم أنه مفصول من جهاز الشرطة، موضحا أن الذين يتم فصلهم عادة من جهاز الشرطة هم المرتشون والفاسدون.
وأشار إلى أنه كان ضابطا في الجيش الفرنسي ولم يكن مجرد جندي، وأنه اختار مثل الآلاف الهروب منه والالتحاق بجيش التحرير الجزائري، وأن تاريخه ومساره والرتب التي احتلها شاهدة على استقامته ونزاهته، وأنه اختار مغادرة الجيش ومنصب وزير الدفاع الذي كان يشغله طواعية وهو لم يتجاوز الـ55 من العمر.
ووصف وزير الدفاع الأسبق منتقده بكل الأوصاف والنعوت، مشيرا إلى أن القاموس مليء بالأوصاف التي تناسبه، وأبلغها هو وصفه بالجبان، خاصة فيما تعلق بالفريق توفيق، متسائلا عن السبب الذي جعله يصمت طوال هذه السنوات، وينتظر مغادرته المنصب ليتهمه ويهاجمه.
وأوضح المسؤول ذاته أنه كان من المفروض أن يهاجم توفيق وهو في منصبه لو كان صادقا، وحتى لا يتهم بأنه يرشق «سيارات الإسعاف»، مع التأكيد على أن توفيق ليس «سيارة إسعاف»، وأنه ينتمي إلى نوع من الرجال ليس بإمكان منتقده أن يصل إليه أو حتى يعرف معناه.
وعاد نزار مجددا إلى الحديث عن انتفاضة أكتوبر، مؤكدا على أن اتهامه بقتل المتظاهرين إهانة وسب لكل الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل استرجاع الأمن في تلك الأيام الحرجة، وتحويلهم إلى مجرد آلات للقتل بمجرد تلقيهم أوامر بذلك.
واعتبر أن الجيش وجد نفسه مرغما على تسيير تلك الأحداث الأليمة، رغم أن الجيش ليس مدربا للقيام بعملية استرجاع الأمن في أوساط المواطنين، مؤكدا على أن الكثير من العائلات الجزائرية كانت تقوم بإطعام الجنود وغسل ملابسهم، عرفانا بالدور الذي كانوا يقومون به في تلك الأيام العصيبة.
وذكر الجنرال خالد نزار بما حدث في غرفة العمليات الخاصة بخلية الأزمة التي تشكلت خلال تلك الانتفاضة، موضحا أن أحد مسؤوليه المباشرين سابقا وأحد كبار الضباط آنذاك، اقترح أن تقوم طائرات هليكوبتر بقصف المتظاهرين، من دون ذكره بالاسم، لكن يفهم من الكلام أن المقصود به هو قائد الأركان الأسبق عبد الله بلهوشات، موضحا أنه قام بعزل هذا الأخير، وأن الواقعة جرت بحضور عدد كبير من الضباط في قاعة العمليات.
وشدد وزير الدفاع الأسبق على أنه الوحيد الذي كتب مذكراته وتطرق إلى كل القضايا المهمة والمحطات التاريخية التي مرت بها الجزائر، والتي كان شاهدا عليها، موضحا أنه وقف أمام قضاة في فرنسا وفي سويسرا وواجه كل خصومه، ولم يخشى أحدا، وأن كل القضاة الذين واجههم لم يستطيعوا أن يثبتوا عليه شيئا.
نقلا عن القدس العربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.