رمضان... شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار.


”أوّلُه رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عِتْق من النّار” أو كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فبعد أن قضينا أوّله نتضرّع إلى الله طالبين الرّحمة والعفو، ثمّ مرّت العشرة الأوسط ”المغفرة”، نحن الآن على موعد ”آخره”، موعد العتق من النّار.
  قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنَّ لله تعالى عتقاء في كلّ يوم وليلة، وإنَّ لكلّ مسلم في كلّ يوم وليلة دعوة مستجابة” رواه الإمام أحمد، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”إنَّ لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء” رواه أحمد.
بشّر سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ مَن صام نهار رمضان وقام ليله إيمانًا ‏واحتسابًا، بغفران ما تقدّم من ذنبه، ومغفرة الذّنوب مدعاة وسبب للعتق من النّار ودخول الجنّة، وهذا هو الفوز العظيم، قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”إذا جاء رمضان، فُتِّحت أبواب الجنَّة، وغلِّقَت أبوابُ النّار، وصفِّدَت الشّياطين، ونادى منادٍ: يا باغِي الخير أقبِل، ويا باغي الشرّ أَقصِر” رواه الخمسة إلاّ أبا داود.
وعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ”إنّ لِرَبِّكُم في أيّام دهركم لنفحات ألاَ فتعرّضُوا لها” متفق عليه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما، وشهر رمضان من هذه النّفحات الّتي يجب أن نتعرّض لها فلعلّ أحدنا أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا. وقد دلّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أعمال إذا قُمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النَّار، فما بقي منك إلاّ العمل، فلا تفتر فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة، منها:
ـ الإخلاص: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”لَن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلاّ الله يبتغي بها وجه الله إلاّ حرَّم الله عليه النّار” رواه البخاري.
ـ إصلاح الصّلاة بإدراك تكبيرة الإحرام: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن صلّى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التّكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النّار وبراءة من النّفاق” رواه الترمذي.
ـ المحافظة على صلاتي الفجر والعصر: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”لَن يلج النّار أحد صلَّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها -يعني الفجر والعصر-” رواه مسلم.
ـ المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النّار” رواه أبو داود والنسائي والترمذي.
ـ البكاء من خشية الله تعالى: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”لا يلج النّار رجل بكَى من خشية الله حتّى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في منخري مسلم أبدًا” رواه الترمذي والنسائي.
ـ مشي الخطوات في سبيل الله: عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة، فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النّار” رواه الترمذي وقال حديث حسن.
ـ سماحة الأخلاق: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن كان هيِّنًا ليِّنًا قريبًا حرّمه الله على النّار” رواه الحاكم.
ـ إحسان تربية البنات أو الأخوات: قال صلّى الله عليه وسلّم: ”ليس أحد من أمّتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلاّ كُنَّ له سِتْرًا من النّار” رواه البيهقي.
نسأله سبحانه وتعالى أن يُعْتِق رقابنا من النّار.. آمين.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.