محمد مرسي رئيسا لمصر

هنيئا لمصر رئيسها المنتخب
محمد مرسي أول رئيس مدني في مصر
محمد مرسي أول رئيس مدني لجمهورية مصر العربية


  تنفس الشعب المصري الصعداء أخيرا، بعد أن حبس أنفاسه لأيام مرت كأنها سنوات، حالة ترقب وتوتر أخرجت الناس من بيوتهم إلى ميدان التحرير، وجعلتهم يفترشون أرضه المخضبة بدماء الشهداء، وكلهم إصرار على حماية الثورة ووضع المجلس العسكري أمام الآمر الواقع ،بل وإجباره على الإذعان لإرادة الشعب لا لتعليمات قوى الغرب.
جح المصريون أمس الأحد في كتابة تاريخ جديد لجمهورية جديدة، يحكمها ولأول مرة رجل مدني إخواني، استطاع أن يكسر شوكة "الفلول"، وأن يثبت بجدارة انه مرشح الشعب المصري كله. بل وتمكن من إقناع كل التيارات السياسية الأخرى بالالتفاف حوله، ودعمه لقطع الطريق أمام العسكري، ورمي كل "السيناريوهات" و"المسرحيات" المحتملة في نهر النيل.
انتصرت إرادة الشعب أخيرا، وصرخ ميدان التحرير بصوت واحد "الله اكبر"، صورة مهربة من الملاحم، فسيفساء من مختلف المحافظات تقاسمت الفرحة "المؤجلة"، وتحررت من مخاوف "التزوير". فقد طال خطاب رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وكثرت التفاصيل التي قدمها موضحا نتيجة الطعون المقدمة من الطرفين حول بطاقات الانتخاب. بلغ التوتر مداه، ليعلن بعد طول انتظار عن فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية مصرية، بعد إطاحة حسني مبارك رئيسا لمصر.
وقال فاروق سلطان إن مرسي فاز بنسبة 51,73 % على منافسه، آخر رئيس وزراء لمبارك احمد شفيق في ظل مشاركة بلغت 51,8 % موضحا أن 26 مليونا 420 ألف و763 ناخب شاركوا في الانتخابات من إجمالي عدد الناخبين المقيدين البالغ 50 مليونا و958 ألف و794 ناخب. وقال رئيس لجنة الانتخابات إن مرسي حصل على 13 مليونا و230 ألف 131 صوت، بينما حصل شفيق على 12 مليونا و347 ألف و380 صوت.
نزلت النتيجة بردا وسلاما على الأغلبية في مصر، وسارع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة في البلاد منذ إطاحة حسني مبارك، لتهنئة مرشح جماعة الإخوان المسلمين بفوزه برئاسة الجمهورية.
وقال التلفزيون الرسمي المصري "طنطاوي يهنئ مرسي" بفوزه بالرئاسة، كما أوضح أن رئيس الوزراء، كمال الجنزوري، هنأه كذلك بالفوز. وتوالت التهاني والمباركات من عدة شخصيات سياسية ومسؤولة، على رأسها غزة التي احتفلت بفوز مرسي.
ويعتصم الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان التحرير في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي، للمطالبة بإعلان فوز مرسي رسميا، وللاحتجاج على حل مجلس الشعب الذي كان الإسلاميون يهيمنون عليه، وعلى إصدار المجلس العسكري إعلانا دستوريا مكملا، استعاد بموجبه سلطة التشريع، كما منح لنفسه صلاحيات واسعة، ما يحد من سلطات رئيس الجمهورية.
إلا أن الرئيس المنتخب يملك رغم ذلك، وفقا للإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011، سلطة تعيين رئيس الوزراء والوزراء.
ويأتي إعلان فوز مرسي بعد عدة أيام من التوتر في مصر، خشية وقوع مصادمات في البلاد، في حالة عدم إعلان فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين بالرئاسة.
وأكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية ـ حسب البث المباشر الذي نقلته الفضائيات ـ أن اللجنة "اهتمت" بشكل خاص بالشكاوى من منع ناخبين مسيحيين من الإدلاء بأصواتهم في صعيد مصر، لما لهذه الطعون ـ إذا صحت ـ من "تأثير على العملية الانتخابية برمتها"، غير انه لم يثبت لديها صحة هذه الطعون.
واعتبر حزب النور السلفي فوز الدكتور مرسي رئيسا لمصر انتصارا لكل المصريين، مسلمين ومسيحيين، وأكد حسين فاروق القيادي بالحزب أن مرسي ليس مرشح الإخوان فقط، بل كان مرشح كل المصريين الأحرار، الذين خرجوا في ثورة يناير من اجل وضع حد للنظام البائد، ثم خرجوا مرة أخرى لحماية مكاسب الثورة ومنع عودة "الفلول".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.