مليونيات الصمود و التحدي

المعتصمون يردّون على تهديدات السيسي

لن نبرح أماكننا إلا جثثا هامدة

 المظاهرات ضد الانقلاب تتحول إلى احتفالات عارمة يومي العيد

خرج عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في مسيرات مناهضة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وحكومة حازم الببلاوي، وانضم إلى اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، الآلاف من المصلين عقب خروجهم من 28 مسجدا بالقاهرة بعد انقضاء صلاة الجمعة.
وستستمر الفعاليات المساندة لمحمد مرسي اليوم وغدا، استجابة لنداء التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي طالب المصريين بالمشاركة في فعاليات مليونية اليوم، واستمرار الحشد بميادين الثورة للاحتفال بما سمّي عيد الصبر، وأكد التحالف الوطني لدعم الشرعية وضد الانقلاب، أن الحشود المؤيدة للشرعية بعد رمضان والعيد ستشهد زخما كبيرا لم يقل عن الاعتصامات التي كانت تقام خلال شهر رمضان، ونقل مصادر إعلامية مقربة من التحالف أن الاعتصامين في النهضة ورابعة العدوية يومي العيد، كانا الأكبر منذ 28 جوان الماضي. وأظهرت صور التقطتها كاميرا محمولة على طائرة الجماهير المؤيدة للرئيس المعزول.
وبدا جليا ان تهديدات حكومة حازم الببلاوي، للمعتصمين في ميداني رابعة العدوية و النهضة لم تلق صدى، وهدد خطيب الجمعة باعتصام ميدان رابعة العدوية، أجهزة الأمن التي أعلنت نيتها فض الاعتصام، مؤكدا أن البلد على شفا حرب أهلية وعلى فوهة بركان، وأن الاعتصام لن يتم فضّه ولو تم قتل كل من في الميدان.
وخاطب قيادات الاجهزة الامنية "هؤلاء الذين قتلوا الرُكَّع السجود والصائمين والأطفال، أقول لهم إن باب التوبة مفتوح، اقتل كما شئت فلن نتحرك شبرا، يريدون فض الاعتصام وهذا لن يحدث بأي محاولة، هذه الثورة لن تخبو إلا بقرار من أهلها، الذين لن ينصرفوا إلا جثثا هامدة".
وطالب المعتصمين بالصبر والثبات، قائلا "تصنعون أسطورة في الكون وغيّرتم سننه وأبهرتم العالم، ويتباهى بكم أهل الأرض والسماء، أنتم أهل الصيام، ضحيتم بدمائكم، والله أنتم لا تعلمون قدركم، وستشهد الملائكة لكم، وتقبّل الله منكم صيامكم وعناءكم، لذلك أنتم تكتبون تاريخا وتصنعون قرارا، القرار الآن لا يُصنع في البيت الأبيض ولا الرئاسة ولا المخابرات، أنتم الذين تصنعون القرار".
ميدانيا، نصب المعتصمون في ميدان النهضة مصدات حديدية، مع تزويدها بعجلات، وزادوا من الحواجز والمتاريس، وشكلوا لجان استطلاع للتواجد على بعد 100 متر من مداخل الميدان، لمتابعة تحركات الجيش والشرطة، وإبلاغ المعتصمين بها واستخدموا الحواجز المرورية .

محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة:

فض الاعتصامات سيزيد المقاومة اشتعالا

محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة
                                         محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة

 أمريكا جزء من الانقلاب ونحن لا نعول عليها في إعادة الشرعية

 دعونا كافة المؤسسات الحقوقية الدولية لتفتيش إعتصامي رابعة والنهضة

قال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة إنه لا يمكن أن نعول على مواقف الإدارة الأمريكية لأنها جزء من ترتيبات الإنقلاب العسكري، كما أكد أنه لا يمكن التفاوض على قاعدة التسليم بالأمر الواقع من إنقلاب عسكري، وما ترتب عليه من آثار، ووصف الدعوات لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بأنها "حمقاء" ويجب أن يحاكم ويحاسب كل من دعوا إليها.
كيف ترى زيارة عضوا الكونجرس الأمريكي لمصر مؤخراً وتصريحاتهما التي تدل ضمنياً على الإعتراف بانقلاب عسكري؟ 
نحن في ثلاث حقائق، الأولى بأن السفير والسفارة الأمريكية في مصر كانت جزء من ترتيبات هذا الإنقلاب طوال الوقت، والثانية أن موقف الإدارة الأمريكية منذ إعلان الإنقلاب حتى الآن كان محل سخط الشعب المصري لأنه كان موقفا منحازا للإنقلاب وأيده، وكان جزءا من دعمه طوال الوقت، سواء فيما يتعلق بالإنقلاب على الديمقراطية أو بالانتهاك الواسع لحقوق الإنسان التي حدثت في ميادين التظاهر والثورة السلمية.. 
الأمر الثالث أن مواقف أعضاء الكونجرس الأمريكي اليوم كانت مغايرة إلى حد كبير لموقف السفارة والإدارة الأمريكية، فاعترفت بأن هذا إنقلاب عسكري وأن الموجودين في السُلطة الآن لا يمثلون أي تجربة ديمقراطية أو إنتخابية أو تمثيل حقيقي لهذا الشعب  .
بعد تصريحات عضوا الكونجرس الأمريكي والمغايرة لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي قبلها.. هل يُفهم من ذلك أن هناك تخبط في الموقف الأمريكي تجاه ما حدث ويحدث في مصر؟
موقف وزير الخارجية الأمريكي كان محل إدانة منا بشكل واضح لأنه مس حالة الدعم للإنقلاب والإنقلابيين على تجربة الديمقراطية المصرية.. لا أعلم ماذا سيحدث في الفترة القادمة، وهل ستغير الإدارة الأمريكية مواقفها أم لا، ولكن في كل الأحوال نحن لا نعول ولا ننتظر نصرة من الإدارة الأمريكية لأننا نؤمن أنها كانت جزءا من ترتيبات هذا الإنقلاب، نحن نعول على شعوب العالم الحر في أن الصورة تكون أكثر وضوحاً بعد تصريحات عضوا الكونجرس من أننا أمام إنقلاب عسكري كامل الأركان، وبالتالي تضغط شعوب العالم الحر جميعاً على حكوماتهم من أجل رفض التعامل مع المؤسسات المنبثقة عن هذا الإنقلاب العسكري وننتظر من الجميع أن يضعوا أنفسهم موقف مسؤولية لأن شعوبنا لن ترحم من وقف مع الإنقلاب ومن تآمر على حق هذا الشعب في الحرية والديمقراطية.
هل أحدثت زيارة كاترين آشتون الأخيرة لمصر أثراً إيجابياً على الأزمة الراهنة؟
زيارة آشتون وبقاء مندوبها بعد سفرها وكذلك زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي خلال الأيام الماضية لم يقدم أي جديد، نحن التقينا الجميع لأن هناك محاولة لتصويرنا على أننا في الجانب المتعنت الرافض للحلول السياسة والحوار حول المخارج للأزمة السياسية، وهذا غير صحيح، نحن أصحاب قضية عادلة ندافع عنها بموضوعية ومنفتحون لأي حوار، لكن على قاعدة كيف ينتهي هذا الإنقلاب العسكري، وكيف تعود الشرعية الدستورية مرة ثانية وليس على قاعدة التسليم بالأمر الواقع والإستسلام بالإنقلاب العسكري.
من يقرر من طرفكم عند طرح المبادرات والدخول في مفاوضات بقبولها من عدمه أو التعديل والنقاش فيها؟
هذا يعيدنا إلى محاولات خبيثة كانت خلال الأيام الماضية لتصوير المشهد على أنها معركة مع الإخوان المسلمين، وبالتالي حرص الأطراف الدولية على أن تلتقي مع المرشد العام للإخوان المسلمين أو نائبه المهندس خيرت الشاطر أو الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة وتصور هذا على أنها اتفاقات ومفاوضات بين الإخوان المسلمين وأطراف دولية..
أؤكد أن مرشد الإخوان المسلمين أو نائبه أو رئيس حزب الحرية والعدالة يمكن أن يكونوا أطرافاً في هذه المفاوضات وخاصة في السجن وخارج المشهد السياسي العام، نحن قلنا وبشكل واضح أن صاحب الحق في التفاوض باسم الشعب هو فقط الرئيس مرسي لأنه الذي انتخبه الشعب ليعبر عنه، وبالتالي إذا ما كانوا يريدون حلولاً للأزمة السياسية فلابد من خروج الدكتور مرسي والتحاور والتفاوض معه..
الأمر الثاني وهو أن ما يمثل الحالة الثورية الموجودة في الميادين ليس المرشد العام ولا نوابه ولا رئيس حزب الحرية والعدالة، ولكن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب بمجموع الأحزاب والقوى الثورية المشاركة فيه، وبالتالي أعلنا موقفنا بشكل واضح أننا كتحالف نرفض أي حوار ينبني على أي قاعدة التسليم بالإنقلاب أو التعامل معه كأمر واقع.
كيف ترى الدعوات لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ولو بالقوة وما عواقب ذلك؟
نحن أمام حالة شعبية ثورية سلمية أبهرت وأربكت الإنقلابيين، الفريق السيسي كان يتحدث منذ فترة قليلة عن طلب تفويض لإنهاء كل هذه الإعتصامات خلال 48 ساعة، ثم أدرك أنه أمام مأزق يمكن أن يجره إلى محكمة الجنايات الدولية، خاصة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها في أحداث الحرس الجمهوري وأحداث المنصة، وبالتالي أصبح يحاول أن يورط وزير الداخلية في هذا المشهد ووزير الداخلية يخرج ليصرح أنه سيفض الإعتصامات في خلال ساعات.. ثم أدرك الجميع أنهم لا يستطيعون أن يقدموا على هذه الخطوة الحمقاء التي لابد أن يُحاكموا ويُحاسبوا عليها .. وبالتالي أصبح الحديث يدور عن محاصرة ميدان رابعة العدوية ومطالبة المعتصمين بالعودة إلى منازلهم وتوفير المواصلات المجانية لهم  وكل هذه المحاولات باءت بالفشل، نحن أمام مشهد ثوري سلمي حقيقي يعرف مطالبه وأهدافه وسيستمر حتى يحقق أهدافه، والتي ليست فقط عودة الشرعية والرئيس والبرلمان المنتخب والدستور المستفتى عليه وعودة الجيش لثكناته وخروجه من المشهد السياسي وعدم تدخله مرة ثانية حتى لا تتكرر هذه الإنقلابات في الحالة السياسية المصرية مرة ثانية، وأهدافه أيضاً إعادة بناء المؤسسات الأمنية والقضائية والإعلامية حتى لا تنجح الثورة المضادة ولا تنجح قوى النظام السابق في إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى، وأيضاً محاكمة القتلة وكل من تلطخت أيديهم بدماء الشهداء.
ما هي الإستعدادات في رابعة والنهضة للتصدي لأي محاولات لفض الإعتصام أو اعتداءات من بلطجية؟
لنا الحق في تأمين المكان بشكل سلمي يمنع أي محاولة للاعتداء على المتظاهرين، خاصة من قبل البلطجية بعد تراجع القوات المسلحة وإرتباك الداخلية في التعامل مع المشهد ومحاولة الدفع المتكرر للبلطجية بالإعتداء علينا، أكيد الإستعدادات تُدرس بوسائلها القانونية الدستورية السلمية.. لكن أؤكد أن محاولة فض الإعتصام لن ينهي حالة المقاومة السلمية ضد هذا الإنقلاب بل سيزيدها إشتعالاً ومئات الآلاف الموجودة في الميادين، سيصبح كل منها ميداناً جديداً، وبالتالي سيكون لدينا بدلاً من ميدان رابعة العدوية آلاف ميادين رابعة العدوية والنهضة وستستمر في حالة مقاومة سلمية حتى ينتهي الإنقلاب.
يثار بأن هناك أسلحة في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة مما يجعلهما يشكلان خطراً على الأمن القومي؟
هذه هي طبيعة النظام البوليسي لنظام مبارك وحبيب العادلي طوال عشرات السنين، العالم كله رأى في أول يناير2011 مع تزوير آخر إنتخابات برلمانية في حياة مصر قبل الثورة بركان ينفجر في الحياة المصرية ويهدد الوحدة الوطنية اسمه "تفجير كنيسة القديسين" في الإسكندرية على يد إسلاميين متطرفين في ليلة عيد الميلاد، وفي لحظة الإحتفال به في منتصف الليل، ثم يتبين لنا بعد الثورة أنه لم يكن تفجيراً ولا تهديداً من متشددين إسلاميين، ولكنه كان عملاً مخابراتياً أمنياً صنعته أمن الدولة والمخابرات من أجل التغطية على الواقع السياسي في تزوير الإنتخابات البرلمانية ..
عادت الإدارات الأمنية من المخابرات وأمن الدولة لإنتهاجه مرة أخرى، والحديث بدلاً من أن يجيبوا على السؤال من يقتل المصريين في وقائع القتل التي حدثت في ميادين الثورة، بما في ذلك من قتل المصريين أمام الحرس الجمهوري وأمام النصب التذكاري وفي المنصورة وغيرها، ومن حرق المقرات في كل محافظات مصر ومن حرق سميراميس أمام أعين الداخلية وحمايتها .. بدلاً من أن يجيبوا على السؤال يتحدثون عن وجود سلاح في رابعة العدوية أين هذا السلاح؟!
نحن دعونا كافة المؤسسات الحقوقية الدولية للتفتيش وهم جاؤوا وزاروا الخيام ودخلوا كل المواقع في رابعة العدوية ولم يجدوا شيئاً، ولكن نحن أمام نكتة واضحة فالذي يتحدث عن الإرهاب والعنف والسلاح هو من يراه العالم كل يوم يرتكب المجازر الدموية والإبادة الجماعية ويقتل المئات وليس العشرات من المعتصمين السلميين.
وماذا عن استخدام الأطفال في اعتصام رابعة كدروع بشرية؟
أيضاً هذا تناقض سخيف من الذين كانوا يفاخرون العالم في 25 يناير بأن هذه ثورة شعب بكل مكوناته بما فيه الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وهم اليوم يقولون للمرأة التي قُتل زوجها في الإعتصام عودي إلى بيتك ولا تشاركي لا في فاعلية سياسية ولا ثورية ولا حتى في الإحتجاج على قتل زوجك وابنك وأخيكِ، يقولون للطفل الذي يشارك في هذه الحالة الثورية إيماناً منه بأنه يحمي مستقبله ضد الدولة العسكرية البوليسية لا تبكي على قتل أبيك وقتل أخيك وأهلك والذين قُتلوا على يد العسكر والشرطة في الأيام الماضية..
هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب يشاركون في صناعة تاريخ هذا الوطن وحقه في الدولة المدنية الديمقراطية ورفضه للدولة العسكرية البوليسية.

أطلقوا عليه اسم "ميدان الأبطال" بسبب صمود المعتصمين

ميدان النهضة.. الأكثرة خطورةً وتعتيماً من رابعة العدوية!!

دائماً ما تُسلط الأضواء طوال الوقت على ميدان رابعة العدوية بالقاهرة حيث مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي باعتباره العمود الفقري لهم والمنظم الرئيسي لكافة الاعتصامات والمسيرات في أنحاء الجمهورية، وبما أنه يتواجد فيه قيادات التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين مثل د. صفوت حجازي ود. محمد البلتاجي ود. عصام العريان وغيرهم والذين يعطي تواجدهم قوة للميدان من شتى النواحي السياسية والإعلامية وغيرها.. 
أما ميدان النهضة بالجيزة فهو بمثابة الأخ الأصغر لميدان رابعة العدوية.. حيث يحتشد فيه مؤيدو مرسي بأعداد أقل بكثير من ميدان رابعة باعتباره الأقل في المساحة، حيث ما يجعل ميدان رابعة أكثر مساحة هي تلك الشوارع الرئيسية المتفرعة منه مثل شارع الطيران، والتي تستوعب الآلاف من المعتصمين.. لكن ميدان النهضة لا يستوعب الكثير، بالإضافة إلى أن الشعور بالخطر فيه أكثر من رابعة لاعتبارات عديدة أولها وأهمها هو التعتيم الإعلامي.. 
الأكثر تعتيماً!!
باعتباره الأقل تأثيرا في مجريات الأحداث من رابعة العدوية، فتجد أن معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية تهتم بشكل كبير بميدان رابعة عن ميدان النهضة لاعتبارات ذكرناها سلفا.. الأمر الذي يجعل الكثير من مؤيدي مرسي يفضلون الاعتصام وحضور المليونيات في ميدان رابعة العدوية بدلاً من النهضة.. وإن كان يمتلئ النهضة في كل المليونيات التى يُعلن عنها في ميدان رابعة العدوية..
تواجد قيادات التيار الإسلامي أيضاً في رابعة يبعث نوعا من الطمأنينة على المعتصمين باعتبارهم الأكثر دهاءً وذكاءً والأسرع في اتخاذ القرار في حال حدوث أي طارئ في الميدان مثل محاولات فض الاعتصام والاستعداد لها.. وإن كان المعتصمون في ميدان النهضة قاموا بعمل تحصينات في كافة مداخل الميدان أشبه بالثكنة العسكرية!!
الأكثر خطورة!!
يعتبر ميدان النهضة الأكثر خطورة، وخاصة عند أي محاولات لفض الاعتصام من رابعة العدوية على الرغم من أن التمركز الرئيسي لمؤيدي مرسي وأنصار الشرعية في رابعة العدوية.. إلا أن اختيار الاعتصام في رابعة العدوية من البداية جاء تحسباً لأي محاولات للتعدي عليهم من قبل البلطجية أو الأمن ومن ثم تم اختياره في مكان بعيد عن وسط القاهرة وأحيائها الشعبية حتى لا يكون مثل ميدان التحرير الذي شهد محاولات عديدة لفضه بالقوة من قبل الأمن والبلطجية في ثورة يناير 2011 والتي كان أشهرها "موقعة الجمل".
موقع ميدان النهضة جغرافيا هو الأخطر بكثير من موقع ميدان رابعة حيث إنه يقع مباشرة أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة. وهناك ثلاثة مداخل مؤدية إليه وهي مدخل الدقي بين السرايات ومدخل كوبري الجامعة ومدخل الجزيرة وجميعها جرت محاولات تعدٍّ منها من قبل البلطجية ضد المعتصمين..
حيث جرت محاولة التعدي الأولى ثاني أيام الاعتصام مباشرة في 2 يوليو من مدخل الدقي بين السرايات والتي قُتل فيها 18 من المعتصمين وأصيب 50، جميعهم بالطلق الناري والخطروش.. كما جرت محاولة التعدي الثانية مباشرة من مدخل كوبري الجامعة في يوم 6 يوليو والتى قُتل فيها ثلاثة من المعتصمين.. وآخر محاولة تعد لفض الاعتصام كانت من أخطر المداخل المؤدية إلى الميدان وهو مدخل الجيزة حيث يقع بين منطقة سكنية وأخرى بها هيئات حكومية يتم استغلالها لدخول البلطجية والعناصر الأمنية ضد المعتصمين، وراح ضحية هذا التعدي في يوم 23 يوليو خمسة من المعتصمين.
كذلك إن تأزمت الأمور وما كان على المعتصمين إلا ترك الميدان أو الفرار منه فهناك احتمال كبير لتعرضهم للخطر الشديد من الثلاث المداخل المذكورة سلفاً.. أي أن ميدان النهضة معرض من كل النواحي للخطر ومحاولات التعدي أو الخطف من قبل الأمن أو البلطجية، لذا يسمونه في رابعة العدوية "ميدان الأبطال"، نظرا إلى صمود وقوة المعتصمين به، رغم المخاطر المحيطة بهم. وتحرص المنصة في ميدان رابعة العدوية يومياً على توجيه رسائل وهتافات تحية للمعتصمين في ميدان النهضة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.