السيسي ينفذ محرقة في مصر.

السيسي يفض إعتصامي النهضة ورابعة بالرصاص الحي:

الانقلابيون يحرقون المعتصمين السلميين في خيمهم

                                                      حرق المستشفى الميداني بمن فيه 

 مئات القتلى.. آلاف الجرحى وعصيان مدني يزلزل مصر

في مشهد لا تكاد تراه إلا في مجازر بني صهيون ضد الفلسطينيين، أو جرائم البوذيين في حق مسلمي بورما.. مئات القتلى وآلاف الجرحى والمصابين في يوم دام على يد رجال قائد الانقلاب العسكري في مصر، الفريق عبد الفتاح السيسي، ووزير داخليته محمد إبراهيم، بمعاونة بلطجيتهم ضد أنصار الشرعية والرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية والنهضة.. وقد اعترفت أمس، وزارة الصحة المصرية، بمقتل أكثر من 149 مواطن ومئات الجرحى، ما يعني ـ حسب مراقبين للوضع ـ أن يتجاوز تعداد القتلى المئات والجرحى الآلاف خاصة بعد فض الاعتصامين واحراق الخيم الموجودة بهما.
بدأ الأحداث بهجوم مفاجئ على المتظاهرين في ميداني النهضة ورابعة العدوية صباح أمس الأربعاء، من قبل الجيش والشرطة وبمعاونة عدد من البلطجية، مستخدمين فيها أشد وسائل العنف المفرط بالرصاص الحي والقناصة والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع والجرافات التي جعلت ميدان النهضة والأرض على سواء، وحرق المستشفى الميداني فيه وبعض الخيام.. مما أسفر عن حرق عدد من المتظاهرين في الميدان حرقاً كاملاً، والذين لقوا مصرعهم في نفس المكان..
نتائج فض الاعتصامات بالقوة
الداخلية قالت إنها ستفض الاعتصامات دون عنف!
قوات الأمن التي أعلنت من قبل أنه سيتم فض الاعتصامات دون استخدام العنف، وسيكون هناك مخارج للمعتصمين للعودة إلى منازلهم دون أي ملاحقة لهم، بدأت منذ اللحظة الأولى بإطلاق الرصاص والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على معتصمي رابعة العدوية والنهضة، بالتزامن مع مناشدتها المعتصمين عبر مكبرات الصوت بمغادرة المكان دون أي ملاحقة منهم.. الكثير منهم لم يستجب لهذا النداءات المخادعة والتي كانت في نفس الوقت تقتل فيه الشرطة المتظاهرين من كافة المداخل في رابعة والنهضة  .. حتى أن بعد فض اعتصام ميدان النهضة بالجيزة، قامت قوات الأمن باعتقال المئات منهم واختطاف كل من حاول الخروج من الميدان، وقامت بمحاصرة الآلاف من المتظاهرين في كلية الهندسة بجامعة القاهرة لساعات طويلة، دون السماح بدخول سيارات إسعاف لنقل أو إسعاف الجرحى والمصابين  .
صمود أسطوري في رابعة العدوية
لم تكن عملية فض إعتصام رابعة العدوية بالسهلة على قوات الأمن، فهو الأقوى والأكثر تأميناً من حيث وسائل التأمين أو موقعه الجغرافي، والأكثر عدداً ومساحة مقارنة بميدان النهضة، لذا لم تتمكن قوات الأمن من تفريق المعتصمين على الرغم من الاستخدام المفرط للرصاص الحي والقنّاصة والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، ووقوع أكثر من 300 قتيل وآلاف الجرحى،
ميدان رابعة باعتباره العمود الفقري لاعتصامات وتظاهرات أنصار الشرعية ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، كان الاستعداد فيه قوياً ومنظماً من قبل لمواجهة أي محاولات لفض الاعتصام بالقوة، وعلى الرغم من أن بدء محاولات فض الاعتصام جاءت على غير ما يتوقع الجميع، بأنها لم تبدأ بمحاصرة الميدان بعدم دخول أحد أو قطع التيار الكهربائي والمياه ومنع المؤن الغذائية من الوصول للميدان، بل بدأت مباشرة باستخدام القوة المفرطة ضدالمتظاهرين وقتل المئات منهم.
عاصفة في محافظات مصر
لم تمر دقائق معدودة بعد تناقل وسائل الإعلام أنباء فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ووقوع عشرات القتلى والجرحى إلا وقد إنطلقت عشرات المسيرات والاحتجاجات في مختلف مدن ومحافظات مصر، تنديداً بما حدث ومحاصرة عدد من البنايات والهيئات الحكومية والأمنية وقطع الطرق الرئيسية..
الاحتجاجات والتظاهرات إنطلقت من مظاهرات عدة منها الأسكندرية ومطروح والبحيرة والمنوفية والفيوم وبني سويف والسويس، والتي قوبلت إيضاً بالتصدى لها من قبل قوات الأمن بنفس الاسلوب في القاهرة بالرصاص الحي والخرطوش، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين في محافظات متفرقة .
حرق المستشفى الميداني
محرقة في مصر
محرقة رابعة العدوية
على الرغم من الاستعدادات التي جهزتها إدارة المستشفى الميداني برابعة العدوية لعواقب أي محاولات لفض الاعتصام، إلا أن قدراتها البشرية والطبية لم تستطع إستيعاب هذا الكم الهائل من القتلى والجرحى والمصابين، إلى الحد الذي جعلها تعلن عن عدم قدرتها على استيعاب مصابين جدد مع عدم استطاعتها إسعاف مئات الجرحى والمصابين الذين تخطى عددهم العشرة آلاف، وناشد المستشفى الميداني عبر صفحته على الموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الجهات المسؤولة بالسماح بدخول سيارات إسعاف ونقل الجرحى والمصابين إلى الخارج، ولكن دون جدوى، لكن عناصر الشرطة والجيش تمكنت من اخلاء المستشفى الميداني بالقوة من المصابين وحرق محتوياته..
الأمر لم يقف عند هذا الحد ولم تكتف قوات الأمن بقتل المئات من المتظاهرين، بل قامت بقطع التيار الكهربائي عنهم ثم بدأت بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المستشفى لحظة تواجد مئات القتلى والجرحى، الأمر الذي جعل كل من في المستشفى يفر إلى داخل ساحة المسجد ثم عادوا إليها بعد توقف إطلاق النار والقنابل المسيلة عليهم.
البرادعي يستقيل وعواصم العالم تحت الصدمة
تقدم نائب الرئيس المصري المؤقت للشؤون الخارجية محمد البرادعي، باستقالته أمس، احتجاجا على استخدام العنف في فض اعتصامين للإخوان المسلمين نتج عنه عشرات القتلى، بينما أدانت قوى غربية وإقليمية تدخل قوات الأمن المصرية العنيف لفض الاعتصامين.
وقال البرادعي في نص الاستقالة: "استقلت لأنني لا أستطيع تحمل قرارات لا أتفق معها"، وأوضح أنه "كانت هناك خيارات سلمية لحل الأزمة السياسية بدلا من اللجوء إلى العنف".
وخارجيا، ذكر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، جون إينس، أن واشنطن تحث الحكومة المصرية على احترام إرادة المصريين وحق الاحتجاج السلمي.
وأوضح أن الولايات المتحدة، تدين اللجوء للعنف ضد معتصمي أنصار الإخوان المسلمين، مضيفا بأن بلاده ستعيد النظر في المساعدات التي تقدم لمصر.
وفي تركيا، قال مكتب رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، في بيان إن "على الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، التحرك فورا لوقف هذه المجزرة" ـ على حد قوله ـ، مضيفا أن الصمت الدولي مهّد السبيل لقيام السلطات المصرية بحملة عنيفة.
من جهته، أدان الرئيس التركي عبد الله غل، تدخل قوات الأمن المصرية، مؤكدا أنه "غير مقبول"، ومعبّرا عن قلقه من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا.           
وكانت أنقرة، وصفت منذ البداية قرار الجيش بعزل الرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين استجابة لتظاهرات شعبية حاشدة طالبت برحيله بـ"الانقلابالعسكري".
الأمم المتحدة وأوروبا
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، استخدام العنف في فض اعتصامي القاهرة. ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى "إبداء أقصى قدر من ضبط النفس"، في حين اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أن "سقوط هذا العدد الكبير من القتلى صباح اليوم، أمر غير مقبول". كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، عن "قلقها الشديد"، وقالت في بيان "أدعو قوات الأمن إلى إبداء أقصى حد من ضبط النفس، وأدعو جميع المواطنين المصريين إلى تفادي أي استفزازات جديدة أو تصعيد للعنف"، وأكدت أن "المواجهة والعنف ليسا الطريق لتسوية القضايا السياسية الرئيسية".
بدورها حذّرت فرنسا من "استخدام غير متناسب للقوة"، ودعت إلى تغليب "منطق التهدئة"، كما اعتبرت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، أن تدخل الشرطة "لا يسهم في إيجاد تسوية" ودعت قوات الأمن إلى المزيد من "التحكم في النفس". وقالت في بيان "أبديت الرغبة في إخلاء الميادين" التي يحتلها أنصار مرسي في القاهرة "من خلال اتفاق بين الأطراف وليس بتدخل قوات الشرطة، الذي لا يسهم في إيجاد تسوية للأزمة السياسية".
قطر وإيران وحماس
ونقلت وكالة الأنباء القطرية، عن مسؤول بوزارة الخارجية القطرية، دعوتها للسلطات المصرية إلى الامتناع عن "الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية، وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر".
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان ما وصفته "مجزرة" فض اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في القاهرة. وقالت الوزارة في البيان الذي بثته وكالة الأنباء الإيرانية، إن "إيران تتابع عن كثب الحوادث المرة في مصر، وتستهجن التعاطي بعنف وتدين قتل المواطنين"، محذّرة من "التداعيات الخطيرة لهذا المسار".
وأضافت أن "هذا المسار يعزز إمكانية حرب أهلية في هذا البلد المسلم الكبير"، داعية كل الأطراف إلى ضبط النفس عبر تشجيع الحوار الوطني والعملية الديمقراطية لإنهاء الأزمة.
وأدانت حركة حماس الفلسطينية، "المجزرة المروعة" ـ على حد وصفها ـ في ميداني النهضة ورابعة العدوية ودعت "إلى حقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمينالسلميين".  
القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سعد عمارة:
السيسي المسؤول عن المجزرة ويتحمل الدماء المسفوكة
كيف تصف لنا ما حدث؟
مصر ستسجل في تاريخها، أن مؤسساتها الأمنية تقتل شعبها دون رحمة ولا شفقة، توجه سلاحها إلى صدور ورؤوس الشعب المصري، الذي انفق من ماله الخاص لشراء السلاح، الجيش والأمن عوض ان يوجها السلاح إلى العدو صارا يوجههان إلى الشعب الذي خرج ليقول لا للانقلاب، نعم لعودة الشرعية، هذا هو الثمن الذي دفعه الأبرياء في ميداني رابعة العدوية والنهضة، دماء تزف، أجساد مقطعة، دموع تنهمر من الأيتام والأرامل، إنها مجزرة مروعة، الوضع الميداني صعب للغاية، أنا الآن في طريقي رفقة 100 ألف مصري، نتجه في هذه المسيرة إلى ميدان رابعة العدوية، لكن الشرطة والجيش، أوقفتنا على بعد 1 كم من الميدان، وأطلقا علينا الرصاص الذي أوقع 4 من الشهداء،، ربما هنالك شهداء آخرين لم أرهم، لقد بلغ الحد بالحكومة الانقلابية وأزلامها إلى منع دخول سيارات الإسعاف إلى ميدان رابعة والنهضة لنقل الجرحى.
من هو المسؤول تحديدا عما حصل؟
المسوؤل عبد الفتاح السيسي، أما قيادات وزارة الداخلية فما هي سوى منفذ لما يطلبه السيسي، لقد تحول هذا العسكري إلى ثور هائج يعمل على كسر كل من يتقرب منه بعد ما تيقن أن الشعب المصري سيحاكمه على جرائمه.
هل تتواصلون مع القيادات في منصة رابعة العدوية؟
لا نستطيع التواصل معهم في هذا الوضع، هنالك قنص وإطلاق نار على المسيرة، لكن سنعمل على مواصلة الاعتصام.
عبد الله بكري قيادي حزب النور السلفي:
مسؤولية حزب النور تساوي مسؤولية شيخ الأزهر في دعم الانقلاب
ما تعليقك على عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة؟
ما حدث مجزرة، تفوق كل التوقعات، هي مجزرة من مجازر التاريخ القديم، التي كنا نقرأ عنها، ولفظاعتها يقوم الإعلام المصري الكاذب بالتستر عليها، ولا يمكن أن يوصف ما حدث إلا بالمأساة.
وما هو المخرج الذي ترونه لوقف ما يجري؟
علّ الشرفاء في العالم ان يتحركوا، للضغط على الحكومة الانقلابية التي تقتل شعبها، لأن القيادة المجرمة لا تستمع لأحد في داخل مصر.
وما هي الأدوات المتاحة لأنصار مرسي حاليا؟
لا أداوت موجودة بين يدي المعتصمين السلميين في الميادين، سوى الصبر والاحتساب، ومواصلة الاعتصام السلمي، لأننا أناس سلميين، لا نسعى للعنف، كما أن التكهن بوجود مخرج سالم للأزمة أمر صعب للغاية.
هل يمكن أن يستعمل أنصار مرسي ورقة العصيان المدني؟
اعتقد أن العصيان المدني سيتم اختياره كرها بعد المجزرة المروعة، كما أن الدعم الشعبي وخروج المصريين في كل المحافظات بعشرات الآلاف سيكون كذلك، ورقة ضغط ضد القوىالغاشمة المستبدة.
ما غاية المؤسسة العسكرية والأمنية من هذه الطريقة العنيفة في فض الاعتصام؟
الفقيدة العسكرية عملت على جر المعتصمين إلى الصدام، رغم إعلانهم وتأكديهم على سلمية مطالبهم ونهجهم، ومع هذا الظرف أخشى أن يتدخل طرف ثالث على الخط، كما هو الحال مع السلفية الجهادية.
ما تقييمك لموقف شيخ الأزهر الذي "أدان" نوعا ما ما حدث؟
كان مفروضا عليه أن يتحرك، لكن تحركه غير كاف، فلا أحد ينظر إلى شيخ الأزهر، ولا أحد من القيادة الانقلابية يستمع إليه.
وهل يتحمل حزب النور السلفي الذي تنتمي إليه، المسؤولية؟
نعم بالتأكيد، مسؤولية حزب النور هي في نفس درجة مسؤولية شيخ الأزهر، فكلاهما شارك في إعداد خارطة الطريق، لكن الحزب حاليا، لا يجب أن ينظر إلى المنتمين إليه نظرة واحدة، فكل كوادر الحزب في الميادين معتصمون مع إخوانهم، ولم يبق سوى بعض القيادات التي تستحي مما فعلته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.