الجزائر: مسألة توريث الحكم تعود إلى الواجهة.
مسألة توريث السلطة بالجزائر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لشقيقه الأصغر، سعيد، بعثت من جديد وبصورة غير مباشرة من خلال تصريحات أدلت بها زعيمة "حزب العمال" التروتسكي، لويزة حنون، قبل بضعة أيام . وقالت حنون في افتتاح الدورة العادية للمكتب السياسي لحزبها: "الواقع أن رئيس الجمهورية لا يستطيع التنقل بسبب حالته الصحية، وشقيقه بحكم أنه مستشاره فهو مسؤول عن وقف الانحرافات لأنه يعرف باسم من يتحرك البعض".
وبحسب الصحافة الجزائرية، فإن تصريحات حنون، حملت رسالة ضمنية مفادها أن الرئيس بوتفليقة غير قادر على تولي مهامه الدستورية، وأن شقيقه سعيد هو من تعود إليه مسؤولية قيادة أمور البلاد على الرغم أنه مجرد مستشار في رئاسة الجمهورية معين من دون أي مرسوم. وكانت لويزة حنون ساندت العهدة الرابعة لبوتفليقة، وهو ما يتنافى مع طبيعة حزبها المعارض.

من جهة أخرى، استغرب الصحفي بـ "الوطن" تهجم الرئيس الجزائري غير المسبوق على الصحافة الخاصة وأحزاب المعارضة خلال الرسالة التي وجهها للجزائريين بمناسبة عيد النصر، في 19 آذار/ مارس. وبحسبه، فإن النسخة الأصلية من الرسالة، والتي نشرت باللغة العربية على وكالة الأنباء الرسمية، لم تتضمن أي مقطع مهين للصحافة ولا المعارضة، على خلاف النص المترجم للفرنسية. ليتساءل الإعلاميون : "من كتب هذه الرسالة يا ترى؟"

من جهته، اعتبر الصحفي والمدون عبد الرحمن سمار، مدير موقع "ألجيري فوكيس"، في تعليق لفرانس 24 أن الجزائريين لم يعودوا مكترثين برواية التوريث لأن "تصريحات لويزة حنون لا تحمل أي دليل قاطع". وقال: "الجزائريون يعلمون جيدا أن الجيش هو سيد القرار، وأن الهدف وراء رواية التوريث صرف نظر الشعب عن القضايا الأساسية، أقصد الاحتجاجات ضد الغاز الصخري والأزمة الليبية وتدني أسعار النفط، إلخ".
وسيمر عام على الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 17 نيسان/ أبريل، وسط جو من الغموض السياسي الناتج عن مرض بوتفليقة، والتوتر الاجتماعي الناجم عن انكماش الاقتصاد وتراجع عائدات المحروقات.
تعليقات
إرسال تعليق