الملف : مصالي الحاج ... علي عقوني في حوار للبلاد : ما يبقى في الواد غير حجارو.


علي عقوني رفيق مصالي الحاج

 زعيم حزب الشعب غير المعتمد الشيخ علي عقوني لـِ البلاد :
 مخــابرات عبد الناصر قامت بعزل وتصفية مصالي الحــــاج
 ''التاريخ''، يمكن تجاهله، القفز عليه، وحتى تزويره لأيام، لأشهر، وربما لسنوات لكن عجلته في النهاية ستجرف كل ''الإفك'' والكذب والخداع، لأنه لا أحد يمتلك القدرة على إيقاف معجـزة أنه ''ما يبقى في الواد غير أحجارو'' أنه إذا كان للكذب صولة فإن للحقيقة جولات تتجاوز قدرة الأشخاص على خداع كل الناس لكل الوقت .. بهذه العبارات العمـيقة والمؤثرة، فتح ضيف فوروم ''البلاد'' الشيخ علي عقوني قلبه وشرّعه على مصراعيه ليقول مالم يـقله سابقا في مطالـبة لإعادة الاعتبار للتاريخ
لكشف حقائق كانت في خانة المحظور ...عن مصالي الحاج .. عن الظروف التي سبقت انلاع الثورة التحريرية 
 عن المرأة الفرنسية التي خاطت الراية الوطنية، لترفرف الراية وتبقى ويختفي اسم ''إيميلي لوسكي'' من ذاكرة الاستقلال.. عن هؤلاء الذين ''خونوا'' مصالي الحاح من الرفاق المقربين، ليمسحوا ملامحه من ذاكرة الأجيال..عن عشر سنوات أخيرة في حياة مصالي الحاج، كان الشيخ عقـوني علي قد لازمه فيها ليكون آخر أغمض له جفنيه حينما انتـقل إلى رحمة الله مخلفا وراءه .. أن جزائر الاستقلال أول ما التهمت، التهمت زعيـما قال لجمال عبدالناصر وهو في عز قوته وعنفوانه: يجب أن يكون عقل الثورة الجزائرية عقلا جزائريا بحتا.. إنها حكاية طـويلة وعريضة نقلناها لكم من فم الشيخ علي عقـوني المسـؤول الحالي لحزب الشعب ''غير المعتمد'' والذي نزل ضيفا على فوروم ''البلاد'' على هامـش تنشيطه للقاء بالعاصمة تزامن وإحـياء الذكرى الثالثة والسبعين لتأسـيس حزب الشعب والتي تصادف تاريخ 11 مـارس من كل شهر، ليـقوم بعدها الشيخ عقوني علي بجولة مست مختلف مناطق الوطـن في لقاءات تشاورية لا تحمل أي صبغة رسمية، تم خلالها مناقشة أوضاع الحزب غير المعتمد وكيفية إعـادة إحـياء طلب الاعتماد.. وخاصة أن الشيخ عقـوني البالغ من العمر 74 عام لايزال مؤمنا أن اعتماد الحزب أمر ممكن، وخاصة مع المحاولات المحتشمة للسلطة لكي تتصالح مع التاريخ وذلك منذ مجيء بوتفلـيقة الذي شكره المعني ونوه به كونه أول من رد كـتابيا على استفسارات الحزب حول مصير طلب الاعتماد الذي تم تقديمه سنة 1989 من طرف محمد نشاوي رحمه الله ليأتي الرفض من وزارة الداخلية دون ذكر الأسباب والمبررات، ويتم نقل الصراع إلى العدالة، للفصل فيه في تلك الفترة، والتي قضت بتأييد رفض وزارة الداخلية على أساس أن الحزب لم يشارك في الثـورة''.. الحلم تجدد حسب الشيخ عقوني الذي خلف قيادة ''القافلة'' بعد وفاة محمد شاوي، وتجدد الحلم مرده إلى تكليف بوتفليقة لوزير الداخلية في عهدته الأولى بدراسة حالة الحزب ورده على مراسلة أنصاره رسميا.. هذا الكلام كان على لـسان الشيخ علي عقـوني القاطن بفرنسا والذي لايزال يجمع تحت مظلته شتات المصاليين من أنصار حزب الشعب في محاولة منه لإعادة الـتاريخ لمن يصفه أنصاره ومريدوه بـأنه كان هو التاريخ 
 ديغول عرض على مـصالي أن يكون طـرفا في اتفـاقيات إيفيان 
 في رده على سؤال بأن مصالي الحاج، كان ضد الثورة وضد الكفاح المسلح وهي التهـمة التي لازمت اسمه منذ الاستـقلال، من طرف السلطات المتعاقبة وكذا من طرف منظمة المجاهدين وبدرجة أقل جبهة التحرير الوطني التي تصاب بحساسية وغثيان مفرط، كلما فتح ملف مصالي الحاج، رد الشيخ عقوني، بأن ''الكلام'' شيء والوقائع شيء آخر، وتحدى كل المشـككين في أبوة مصالي الحاج للثورة أن يأتوا ببينة، فزمن التضليل حسب رأي الشيخ عقوني ولى، وفي ذكره للوقائع، تناول ضيف ''البلاد'' بيان مصالي الحاج الموجه للشعب الجزائري عقب اندلاع الثورة التحريرية بثلاثة أيام والمنـشور في صحيفة ''لسان الشعب''، حيث بارك فيه قيام الكفاح المسلح وطلب من أتباعه الالتفاف حول الثورة رغم أنه لم يكن على علم بها، كما أنه كان أول من اعتقلتهم السلطات الاستـعمارية، بالإضافة إلى أن أول رد فعل من فرنسا كان أن عممت الاعتقالات في حق أنصار حزب الشعب بمجرد إعلان الثورة، كونها لم تكن تتوقع للثورة أن تكون إلا من طرف '' المصاليين''.
 والأسباب واضحة، كون أرضية الكفاح المسلح كانت من زراعة مصالي الحاج، والتي تبلـورت سنة 1947 وتجسدت كأمر واقع من خلال تشكيل ''الجناح المسلح'' تحت إشراف الشهيد محمد بلـوزداد، وهو الأمر الذي تبينه الوقائع حسب ضيف ''البلاد''، الذي ذكر أن السلطات الاستعمارية فـككت بولاية عنابة سنة 1950 خلية تسليح وتحضير للثورة، وكانت الخلية المكتشفة تحت قيادة محمد خيضر الذي تم تهريبـه إلى مصر بعدما تحول إلى هدف لفرنسا..
 شواهد كثيرة تحدث عنها ضيف ''البلاد''، لكن الأهم، هو في رده على سؤال لماذا كان يجب أن ''يعـزل'' مصالي عن الثورة؟
 ، والذي اختزله في أنه بالإضافة إلى صراع المركزيين المتبنين لفكرة ''جاك شوفالي'' على '' أن الجزائر تكفي الجميع'' مع المصاليين الرافضين لأي فكرة إدماج، والذي أدى إلى ظهور ''الخيار الثالث'' الممثل في جماعة 22 والذي جعل من الثورة أمرا واقعا، لا يحمل من ''زعيم'' وحكم إلا البارود كعنوان ثابت، بالإضافة إلى ذلك فإن الشيخ عقوني الذي لازم مصالي حتى وفاته، كشف واقعة تاريخية عن دور جمال عبدالناصر ومخابراته في تنتحية وتصفية مصالي من الواجهة الثورية في الجزائر والسبب اختزله ضيف البلاد أن عبد الناصر فوجئ بمصالي الذي نزل عليه ضيفا وهو يقول له إن عقل الثورة يجب أن يكون جزائريا.. عقلها وقلبها ونبضها.. تلك الجرأة في ''جزأرة'' الثورة الجزائرية التي كانت قيد الكفاح، أدت بمخابرات عبدالناصر إلى إخراج مصالي من اللعـبة كون جمال عبدالناصر كان يريد أن يظل الزعيم العربي الأول ولا أحد سواه.. فهو الثورة ومصر هي أم الدنيا وأم الثورة.
 الجديد في اعتـرافات الشيخ عقوني أن مصالي الحاج كان قد خطط لإعلان الكفاح المسلح بين تاريخ 15 نوفمبر والفاتح جانفي، لكن بوضياف وجماعة الإثنين وعشرين سبقوه للإعلان..
 ظروف كثيرة وكبيرة اتحدت ضد مصالي لكي تزيحه من الأحداث رغم أنه كان الحدث وصانعه.. ودليل ضيف ''البلاد'' أن التاريخ سيحفظ لزعيم حزب الشعب أنه رفض عرضا للجنرال ديغول بأن يكون طرفا في معاهدة إيفيان ففي الحين الذي كانت فيه السلطات الفرنسية تتفاوض مع الجبهة كممثل للشعب الجزائري كانت نفس السلطات تراود مصالي الحاج على توقيع اتفاق معها يوازي اتفاقيات إيفيان وذلك عن طريق الوزير ''برناد تريكو'' لكن الزعيم تفطن للعبة ورفض أي تفاوض واعتبر أن جبهة التحرير هي لسان الشعب الجزائري.. كان يمكن لمصالي أن يكون طرفا فاعلا لكنه لم يخضع لمراودة الفرنسيين وخططهم ليقول فيه الجنرال ديغول بعدها: جلست وتغلبت على كافة سياسيي العالم.. إلا مصالي الحاج فقد غلـبني..
 مناطق عزلها الاستقلال لأنها ''مصالـية'' الجنرال بلونـيـس مجاهد.. وضـحية مرحـلة
 في سؤال لضيف ''البلاد'' عن لعنة الجنرال الخائن بلونيس التي تلاحق المصاليـين، وتعليقه عليها، رد الشيخ عقوني: على أن التاريخ وحده كفيل بإزالة الالتباسات وإظهار الحقائـق، فما هو خفي أكثر مما هو ظاهر، وقضية بلونيس الذي قال عنه إنه مجاهد، طلب منا الضيف وضعها في إطارها الطبيعي، فليس وحده بلونيس من جرى اتفاقا مع فرنسا، فحتى على مستوى جبهة التحرير، هناك الكومندو سي صالح تفاوض مع ديغول، والكومندو بن الشريف.. حسب محدثنا فإن هذه القضايا من اختصاص المؤرخين وبلونيس ضحية مرحلة اختلط فيها الحابل بالنابل.. ليضيف محدثنا أن القضية أكبر من بلونيس، وانحرافه إذا ثبت، فماذا عمن لم يثبت انحرافهم.. شهداء ملحمة زمـرة البالغ عددهم 134 والذين سجلوا أكبر معركة تاريخ الثورة، حيث تمكنوا باعتراف الاستعمار ذاته من قتل 950 جنديا فرنسيا بتاريخ 26 مارس 1959 ماذا نسميهم وأين موقعهم من التاريخ؟
 هل هؤلاء خونة كذلك لأنهم قتلوا 950 فرنسيا في معركة واحدة؟ محدثنا ذكر أن مناطق كثيرة في الجنوب مثلا الجلفة بوسعادة.. الشلالة وغيرهم من المناطق تعرضوا إلى تصفية تاريخية فقط بتهمة أن شهداءهم لم يحاربوا تحت راية جبهة التحرير، وإنما تحت راية حزب الشعب،..
 وعلى سبيل الذكر لا الحصر ذكر ضيف ''البـلاد'' أنه زار مؤخرا منطقة جرجرة وزار موقعا هناك لازال فيه 20 جثة لشهداء قادوا معركة كبيرة لكنهم ولأنهم لم يكونوا جبهويين فإنهم لازالوا شهداء بلا هـوية؟
 وفي سياق حديث التصفية التاريخية لأي شيء يرمز لحزب الشعب، قال الشيخ عقوني هل يعرف الجيل الجزائري الجديد أن راية الوطن وعلمه، خاطته، زوجة مصالي الحاج، الفرنسية الأصل والتي توفيت قبـل اندلاع الثورة 
 فكيف يخلد العلم ويتجاهل من صممه وهندسه وخاطه؟
 اعتـرافات متأخرة بخمـسين عاما من التزييف بـورقعة قال لي: ''أنتم هندستم الثـورة ونحن بنيـناها
 ضيف ''البلاد؛ الشيخ المثقف والملم بشتى مجالات وتواريخ الحـركة المصالية، كشف للبلاد في سياق اعترافاته بأنه التقى في زيارته الأخيرة، الوجه التاريخي المعروف لخضـر بورقعة، ودار بينهما حديثا متشعبا عن الثورة وتاريخ الحركة الوطنية، ليسمع منه لأول مرة اعترافا مختزلا في أن الثورة هندسها المصاليون وبناها الجبهويون، كما ذكر في المنوال ذاته أن المصاليين كانوا إلى جنب مع مجاهدي الأفلان.. هذا الاعتراف لم يكن الأول من إطارات الجبهة، فقبله رد بوضياف سنة 1991 عن سؤال حول تاريخ الثورة، أن الثورة خلقت وولدت سنة ,1936 أي في حضن مصالي الحاج، وهو الحال ذاته مع الرئيس السابق بن بـلة الذي أول ما أفرج عنه اختار أن يحج إلى قبر مصالي الحاج ليعتذر لرجل كان هو الثورة فتم عـزله وتشويهه ومطاردة أنصاره في صراع على من يكون أو لا يكون.. مثله مثل آيت أحمد.. وآخرون من زعماء فعلها فيهم الزمن فتذكروا ما فعلوا في من كان مصدر لإلهامهم.. ونشأتهم وتكوينهم.. الغريب أنه رغم كل تلك الوقائع..حسب ضيفنا إلا أن اسم مصالي الحاج لم يخرج من إطار أنه اسم لمـطار، فهل تكفي تسمية المطار لكي تعيد للرجل حقه التاريخي؟
 فحتى طلب اعتماد حزب الشعب لاقى الرفض رغم أنه حزب يتعلق بالتاريخ حسب محدثنا، وهدفه إعادة الاعتبار أولا وأخيرا للثورة التي أريد لها أن تكون وليدة 1954 رغم أنها كانت وليدة مرحلة كاملة من الكفاح السياسي الذي توج بكفاح مسلح.. الحزب حسب الشيخ عقوني هدفه أن يعاد الاعتبار إلى الشهداء دون اعتبار للونهم السياسي، وكذا للمجاهدين ممن تم تصنيفهم في دائرة الخونة، فقط لأنهم كانوا مصاليين..
 حزب الشعب في طبعته الجديدة لا يشكل خطرا على أي كان.. فقط حزب لاحترام الذاكرة
 جملة بكلمة قانون تجريم الاستعمار: نحن معه ونطالب فرنسا بأن تعترف بجرائمها منذ سنة 1830 الفساد في الجزائر: فراغ دستوري الأحزاب في الجزائر: سلطة لا وجود لها مصالي الحاج: الزعيم المفترى عليه مستقبل الجزائر: مرتبط بالماضي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.