مصر : الإنقلابيون يحاكمون الشرعية.
أنا رئيسك الشرعي وأنت "باطل"
رفض ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي ووصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري
مرسي يظهر "صامدًا" في لقطات بثها التليفزيون المصري لجلسة المحاكمة
تُعد من أشهر المحاكمات في التاريخ وأكثرها غرابة.. محاكمة أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، على يد المنقلبين عليه، بتهمة وُجهت إليه بالتحريض على قتل عدد من المتظاهرين "المحسوبين على جماعته وحزبه".. دون أدنى الحقوق في الشفافية والعلانية في بث المحاكمة على الملإ، خشية أن يتفوه الرجل بتصريحات ومعلومات تفضح المنقلبين عليه!!
وعلى غير ما كان يتوقع البعض، ظهر مرسي في أولى جلسات محاكمته ثابتا صامدا، رافضاً ارتداء زي الحبس الاحتياطي، موجهاً العبارات الشديدة إلى قاضي المحاكمة قائلاً له: "أنا رئيسك الشرعي وهذه محاكمة باطلة جاءت بها الانقلاب العسكري".
وحمل مرسي المحكمة المسؤولية عن عدم السماح له بتأدية مهام منصبه كرئيس للجمهورية.
كواليس!!
بدأت كواليس المحاكمة بدخول الرئيس المعزول، محمد مرسي، مرتديا بذلة ورابطة عنق كحلية اللون، مع باقي المتهمين الـ14، إلى مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة؛ وذلك بعد انتهاء سماع طلبات الدفاع بالحق المدني ودفاع المتهمين.
وعند سؤال القاضي لمرسي عن وكيله للدفاع عنه، قال الرئيس المعزول: "أنا وكيل نفسي وأنا أرافع عن نفسي".
في الوقت نفسه، قام سليم العوا للمرافعة عن محمد مرسي، إذ تدخل المحامي خالد أبو بكر وقال: "إزاي تترافع عنه وهو لم يوكلك بذلك؟" وتدخل القاضي وسأل مرسي: "هل توكل العوا؟" فأجاب مرسي: "أنا الرئيس الشرعي والمحاكمة باطلة".
 |
| مرسي مقتادا للمحاكمة |
وأخذ الرئيس المعزول في التلويح بإشارة رابعة العدوية عند دخوله قفص الاتهام، فيما رفض الإجابة عن الاتهامات الموجهة إليه، مرددا: "المحاكمة باطلة وجاء بها الانقلاب".
وعلق بقوله: "لا أقبل أن ينادى عن اسمي بالمتهم! فأنا هنا بالغصب وبالانقلاب"، فيما حمل المحكمة مسؤولية المحاكمة التي وصفها بـ"الباطلة".
ووجه مرسي حديثه إلى الشرطة بقوله: "إوعوا حد يضحك عليكوا ويخليكوا أعداء للشعب"، في الوقت الذي قال فيه البلتاجي للقاضي: "أنت فاكر نفسك في محكمة؟ دي مؤامرة وانقلاب!"
وبعد رفع الجلسة، اشترك أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق مع أيمن هدهد، المستشار الأمني لرئيس الجمهورية السابق في حوار منفرد طويل، في الوقت الذي فتح فيه جمال صابر للرئيس علبة عصير دون أن يتحدث معه، حيث تم إدخال طعام وشراب وعصائر للمتهمين داخل قفص الاتهام.
وقال محامي عصام العريان، إن القضية باطلة، والحكم فيها سيكون إعداما إذا ثبتت التهم، في الوقت الذي جلس فيه هدهد واضعا إحدى قدميه فوق الأخرى.
وكان من أبرز الشخصيات العامة الذين حضروا المحاكمة الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، بينما قام مجموعة من الصحفيين داخل المحاكمة بالهتاف ضد الرئيس المعزول مطالبين بإعدامه.
حشود لدعم الرئيس
أنصار مرسي احتشدوا في محافظات مصر تنديدا بمحاكمته، فيما تجمع الحشد الأكبر منهم في كورنيش النيل بالمعادي جنوب القاهرة حيث المحكمة الدستورية العليا، مرددين الهتافات المناهضة لما وصفوه بحكم العسكر، والمؤيدة للدكتور مرسي، ووجهوا له الرسائل لتحيته وحثه على الصمود والثبات، فيما تعرضت بعض المسيرات للاعتداء من قوات الأمن في الإسكندرية فيما اعتقلت البعض منهم.
أكثر تفاؤلاً!!
أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول كان لها الأثر الإيجابي على مؤيديه وأنصاره، حيث سادت حالة من التفاؤل والحماس في صفوف المتظاهرين فور علمهم بكواليس المحاكمة وتصريحات مرسي للقاضي التى اعتبروها شجاعة، وتحية مرسي لأنصاره داخل قاعة المحاكمة والإشارة بشارة رابعة العدوية، وهتاف باقي المتهمين داخل المحكمة ضد هيئة المحكمة والحكم العسكري مرددين: "يسقط يسقط حكم العسكر".
تأجيل المحاكمة
وقررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهما آخرين معظمهم قيادات بارزة بجماعة الإخوان المسلمين إلى الثامن من يناير المقبل لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضي. وقررت السلطات إيداع الرئيس المعزول سجن برج العرب بمدينة الإسكندرية، فيما سيُنقل باقي المتهمين إلى سجن طرة بالقاهرة.
وكان الجيش المصري قد احتجز مرسي منذ يوم عزله في الثالث من جويلية الماضي في مكان مجهول. ويحاكم الرئيس المعزول بتهم منها التحريض على قتل المتظاهرين فيما أصبح يُعرف بأحداث قصر الاتحادية في ديسمبر من العام الماضي.
في مصلحة الثورة
المراقبون للمشهد العام من المحللين السياسيين بعد أولى جلسات محاكمة مرسي، يرى بعضهم أن آثار هذه المحاكمة جاءت في صالح الثورة المصرية والشرعية الدستورية. وظهور مرسي بهذ الثبات والصمود أعطى رسائل إيجابية وحماسا أكثر لمؤيديه وأنصاره. وأفقد سُلطات الانقلاب الكثير من أسهمهم، خاصة بعد خوفهم من بث المحاكمة على الملإ، واعتبروا ذلك أحد الدلائل على خشيتهم أن يخرج مرسي بأسرار جديدة تفضحهم.
تعليقات
إرسال تعليق