مصر : الإخوان ، الرئيس مرسي و بداية الرفض العالمي لمعاملات العسكر.

الإخوان يدعون لمظاهرات حاشدة غدا الاثنين

عواصم العالم ترفض "حقرة" العسكر


 البلتاجي: لا مانع من إجراء انتخابات مبكّرة بعد عودة مرسي إلى منصبه

بعد يوم من المظاهرات التاريخية التي شهدتها مصر ضمن فعاليات جمعة الزحف على القاهرة؛ شهدت الساحة الميدانية نوعا من الهدوء استعدادا لمظاهرات دعا إليها الإخوان الاثنين المقبل للتنديد بالانقلاب.
هذا وانتفضت العديد من عواصم العالم للتنديد بعزل الرئيس المنتخب الشرعي محمّد مرسي واحتجازه من طرف "الطغمة" المغتصبة للإرادة الشعبية. فقد خرج الآلاف من حركة النهضة التونسية في مظاهرة بشارع الحبيب بورقيبة دعما "للشرعية" في مصر ورفضا للانقلاب العسكري.
ونفس الشيء في تركيا، حيث خرج المؤيدون للرئيس محمد مرسي في مظاهرات وهم يقذفون صور السيسي بالأحذية، اعتراضا منهم على عزل الرئيس، خلال وقفة أمام السفارة المصرية في أنقرة.
ولم تتخلّف فلسطين، حيث نظّمت "الحركة الإسلامية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 تظاهرة حاشدة تضامنا مع المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية". ونفس الشيء كان في كل من عواصم أيرلندا وألمانيا وإسبانيا والنّمسا والدنمرك، حيث خرج الآلاف للتنديد بالانقلاب. فيما اعتصم مئات اللبنانيين عند السفارة المصرية في بيروت للمطالبة بإنهاء الأزمة المصرية عن طريق العودة إلى شرعية الصندوق .
وعلى الساحة السياسية، نقلت شبكة بلومبرج الأمريكية عن البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان قوله بأنّه لا مانع من الذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكّرة والعفو عن الانقلابيين في حالة عودة الحالة السياسية في البلاد إلى طبيعتها بعودة الرئيس مرسي إلى منصبه والعمل بالدستور.
كما أكّد بأنّه "لا توجد أي اتصالات بين الحرية والعدالة أو التحالف الوطني لدعم الشرعية مع المؤسسة العسكرية، لكن كل ما نتلقاه منهم هو القتل والدماء"، على حد تعبيره. هذا وطالبت واشنطن، في وقت متأخّر مساء الجمعة، بإطلاق سراح مرسي فورا.
من جهة أخرى، بدأت معاناة السوريين تلوح في الأفق بعد أن قررت السلطات الانقلابية منعهم الدخول إلى مصر ما جعل مطاراتها ترحّلهم إلى لبنان لعدم حصولهم على موافقة أمنية.

الخطة الكاملة للإطاحة بالرئيس المصري المنتخب

الانقلابيون.. سبعة جنرالات وثامنهم "السيسي"


 انتزعوا مصر الكبيرة من أحضان قطر ورموها في أحضان الإمارات

على الطريقة الديكتاتورية القديمة وفي الخفاء، بينما كان محمد مرسي يسابق الزمن لأجل تحقيق بعض من وعوده، بعد عام من الحكم، آمنا جانبه من عسكر ساهم هو شخصيا في ترقية بعض ألويته، ومنهم القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، الذي تحوّل بقرار من الدكتور محمد مرسي إلى وزير للدفاع، كانت في المقابل الطبخة العسكرية بتوابل مالية خليجية تطهى في الخفاء، لتقدم في طبق تم التخطيط له كما تقدم الأفلام المصرية عادة وجها مغايرا للواقع من خلال صورة مقدم البيان العسكري القاضي بتنحية محمد مرسي من على رأس السلطة، أمام أنظار وأسماع شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية وعدد من مشاهير مصر في جميع المجالات، مما يؤكد أن التحضير لهذه الصورة لا يمكن أن يكون وليد الثلاثين من شهر جوان، وإنما قد يكون ممتد لأسابيع عديدة، وإذا كان الاسم المسيطر على الحدث إعلاميا هو لعبد الفتاح السيسي الذي قال مرة إنه يفتخر بتاريخ ميلاده الذي فيه نوفمبر و1954؟؟، وقال أيضا أن حلم حياته أن يرى مصر بلدا ديمقراطيا مثل الدول الأوروبية يتداول فيه الرؤساء على السلطة بطريقة سلمية، إلا أن تواجده في الصورة الأولى لا يعني أنه المخطط الرئيسي لهذا الانقلاب الذي هزّ مصر، والذي انتقل من الإمارات العربية تحت قيادة محمد بن زايد إلى غاية سبعة ألوية كان ينسق بينهم السيسي.
وتكمن صعوبة مواجهة هؤلاء أن لكل منهم حكاية وعالم قائم بذاته، وصعوبة معرفة من هو القائد الحقيقي في الداخل للإنقلاب ولما بعد الانقلاب، فالمعروف أن رئيس أركان القوات المسلحة صدقي صبحي هو الجسر الرابط بين عسكر مصر والإمارات العربية، وهو الذي قال نهار أمس إنه سيسحق أي ثورة شعبية تحاول إجهاض ما سماها بالثورة الحقيقية في الثلاثين من جوان، وساهم قائد القوات الجوية حامد المصري في سرّية المهمة، حيث راح يؤمن الاتصالات بعيدا عن أسماع بقية قادة الجيش حتى يضعهم أمام الأمر الواقع، وابتلع أسامة أحمد الجندي خطة السيسي في الانقلاب بأقل الأضرار، وراح يشرحها للانقلابيين، أما وزير مالية الانقلاب فشغله قائد قوات الدفاع الجوي عبد المنعم إبراهيم بيومي الذي نقل أموالا طائلة إلى القاهرة، ووزّع بعضها على ضباط مختلف المناطق لأجل إنجاح الخطة، مع حمله لوعود كثيرة بأن يحققوا مزيدا من الامتياز في حالة نجاح الخطة، وهو ما نسف أي انقلاب عسكري داخلي وجعل العسكر الذين عانوا في وقت قيادة محمد مرسي للبلاد بسبب سيطرة البوليس يعتبرون ما تحقق إضافة لهم، خاصة أن قائد المنطقة العسكرية توحيد توفيق ضمن السيطرة على القضاء وعلى التلفزيونات العمومية والخاصة، حيث تأكد أن غالبية الإعلاميين وخاصة القنوات الخاصة تلقت أموالا ووعودا جعلتها تحوّل الإمارات العربية إلى البلد الثاني بالنسبة لكل المصريين فجاء الانقلاب الإعلامي أقوى من الانقلاب العسكري، مما حيّد الإخوان وعزلهم إعلاميا، وهو ما سهر عليه أيضا مدير المخابرات محمود حجازي ومدير إدارة الشؤون المعنوية أحمد أبو الذهب الذي تولى إسكات أي عسكري بمبلغ مالي متخم أسكتهم جميعا، ورفقة هذا السباعي ساهم وزير الداخلية في منع القنوات الدينية التي تبدو في صف الإخوان المسلمين وحتى التي أرادت الحياد، كما رسم حمد بن صباحي الديكور العام لحفلة الانقلاب التي ظهر فيها مختلف الأطياف من البابا إلى  شيخ الأزهر، وكان واضحا أن لا أحد من الحضور تفاجأ بإعلان الانقلاب، مما يعني أن الطبخة كان زمنها أبعد من زمن ما يسمى بالثورة الشعبية في 30 جوان بأسابيع عديدة، واندس الكثير من الضباط وسط الشباب في ميدان التحرير يبشرونهم بطوفان من المال القادم من الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية لأجل أن تعود مصر إلى عالم السياحة والتجارة، أما السيسي فهو الرجل الظاهر الذي صنع  بالخصوص الشهرة، وهو العسكري الذي تخرج في زمن الخيانة عام 1977 عندما كان أحد الصامتين إزاء سفرية الرئيس الأسبق أنور السادات إلى تل أبيب، والمباركين لمعاهدة السلام التي وضع فيها الجيش المصري سلاحه للأبد وحوّله الآن إلى الانقلابات.

مرسي في إقامته الجبرية حريص على متابعة الجزيرة ومتفائل بالعودة لمنصبه

يمضي وقته في الكتابة.. قراءة القرآن.. ويردّد لحراسه: "النصر قادم"!

 مرسي استقبل عددا من الشخصيات المهمة آخرها السفيرة الأمريكية أمس!

الرئيس المصري محمد مرسي
"...يعتبر نفسه في رحلة استجمام ويدرك أنه عائد الى منصبه قريباً ويتعامل مع طاقم الحراسة على اعتبار أنه الرئيس وغير مقتنع بثورة 30 يونيو" هكذا هو حال الرئيس المصري محمد مرسي في محبسه منذ تاريخ الثالث من شهر جويلية الجاري، حين خرج السيسي ليعزله في انقلاب يريد البعض تلميعه وتحويله إلى ثورة!
مرسي وحسب تقارير اعلامية تم نشرها أمس، مايزال يشكل وجماعته، مربط الفرس لحل الأزمة في ظل الاستقطاب السياسي الكبير الذي تعيشه مصر، وهو لذلك يواصل استقبال بعض الشخصيات المهمة، بينها حتى السفيرة الأمريكية حسب ما قالته قناة روسيا اليوم في خبر عاجل أمس !
وحسب المصدر ذاته، فقد التقت ان باتريسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وان كان لم يُكشف بعد عن سبب هذا اللقاء وما دار فيه.. علما أن هنالك اتهامات للإدرارة الأمريكية وللسفيرة الأمريكية بالقاهرة تحديداً في وصول الإخوان للحكم لتنفيذ مخططات للأمريكان بالمنطقة، وسط استياء من التيارات المدنية والشعبية بسبب هذه التدخلات في الشأن المصري..
وعن التسريبات المتعلقة بالشكل الذي يقضي به أيامه منذ تاريخ الانقلاب عليه، كانت جريدة "الأخبار" اللبنانية قد نشرت تقريرا تقول فيه أن مرسي انتابته موجه ضحك هستيرية فور إبلاغه بالتحفظ عليه عقب تسليم قوات الحرس الجمهوري لشخصه آلى المخابرات الحربية، وإيداعه في أحد الأماكن التابعة لها، انهمك بعدها في الكتابة وملء عشرات الصفحات البيضاء، مع المواظبة على قراءة القرآن وبضعة من الأحاديث والأدعية التي يرددها.
وتنقل التقارير الاعلامية ذاتها عن مرسي قوله يوم الاشتباكات عند القصر الجمهوري: "جند الله مسخرون في الأرض للدفاع عن الشرعية والشريعة"، إلى جانب متابعته المستمرة لقناة الجزيرة، لدرجة أنه انفعل بشدّة وقال: "الجيش المصري يتصرف مثل بشار، ولكن هذا جزاء طبيعي لكل من يخرج عن الشرعية".
وقال مرسي عندما رأى سقوط قتلى في الاشتباكات أمام دار الحرس الجمهوري، "استشهدوا لأجل أن يعزهم الله"، معتبراً أن وفاتهم ليس فوضى، لكنه دفاع عن الشرعية التي تتجسد في شخصه، وظل يردّد "النصر قادم لا محالة".
وقال المصدر ذاته ان أولى طلبات مرسي التي أدهشت الجميع كانت "وجبة من ثمار البحر تحوي كل أنواع الأسماك، وتوفير كوب من الشاي الأخضر عقب الانتهاء من تناول غذائه المعد خصيصاً له"، وهو ما جرى تلبيته فوراً له، بعدها طلب المعزول قائمة من الطلبات الأخرى غالبيتها مشروبات تشمل "الكركدية، عصير الليمون بالنعناع، وبعض الحلويات"، وهي التسريبات التي نفاها عدد كبير من القيادات، قائلين بأن الهدف من ورائها يتمثل في محاولة اظهار مرسي وكأنه منعزل فعلياً عما يجري في الشارع المصري.
واذا عرف "هوية" من سرب هذه المعلومات "غير المؤكدة"، بطل العجب، حيث يقف صاحب جريدة الوطن التي يرأس تحريرها مجدي الجلاد، ويملكها محمد الأمين وهو ذاته رجل الأعمال مالك قنوات سي بي سي وهي أكثر القنوات مقتا للإخوان وعملا على إسقاطهم..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.