إلى أين تتجه مصر؟
برر حزب النور السلفي، مشاركته في الانقلاب على الرئيس مرسي، بمشاركته في اجتماع الأربعاء مع المؤسسة العسكرية، وقال إن ظهورنا في الصورة - أي خلال إلقاء وزير الدفاع بيان الانقلاب- كان تأكيدا على استمرار وجود التيار الإسلامي في المرحلة المقبلة والحياة السياسية.
وأضاف عضو مجلس شورى الدعوة السلفية أحمد حمدي ، في توضيح نشره الحزب: "أما اتهام البعض لنا بالخيانة والخذلان والصفقات والخيانة للمشروع الإسلامي، فإننا نقول له اتق الله ولا تتكلم في النيات... وما فعلنا ذلك إلا حفاظا على الدماء والشريعة إرضاء لله عز وجل"، وتابع: "يعلم الله كم في قلوبنا من الحزن على ما يحدث، ولم نكن نتمنى أبدا إقالة الدكتور محمد مرسي، ولكن كنا نتمنى نجاحه واستمراره، ولكن بسبب بعض الأخطاء والعناد حدث ما حدث".
أما الداعية السلفي أحمد عبدالله الملقب بـ"أبي إسلام" فقدم اعتذارته للدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمعارضة عن الإهانات التي وجهها لهم من قبل.
وطالب أبو إسلام خلال البرنامج الذي يقدمه على "فضائية الأمة" البرادعي وصباحي بأن يقبلوا اعتذاره وأن يحتسبوا هذه الخطوة ابتغاء مرضاة الله.
ودعا أبو إسلام المعارضة أن يتقبلوا هذه المبادرة وأن يذهبوا إلى الرئيس المعزول محمد مرسي لتوحيد الصفوف. كما اعتذر من الإعلاميين الذين وصفهم من قبل بالعلمانين قائلا: "أعتذر لكم وأنتم أصحاب مهنية".
التيار الإسلامي في الجزائر يستنكر الانقلاب على مرسي ويدعو:
على المصريين التعقل لتجنب سيناريو العنف الذي عاشته الجزائر
ندّد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بالانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية، بتنحية الرئيس المصري المنتحب، محمد مرسي، وقال "لا يوجد أي مبرر سوى محاولة الرجوع للعهد القديم، بدعم قوى دولية ومحلية، واستغلال احتياجات الشعب المصري التي لا يمكن أن تحل في سنة واحدة"، مضيفا "هذا الانقلاب هو انقلاب على المنطق الديمقراطي".
وأوضح رئيس حركة مجتمع السلم "الرئيس الحالي يفتقد الشرعية، لأن هناك توقيف العمل بالدستور، وندعو الشعب المصري للهدوء، ومريدي مرسي لعدم الانجرار، والبقاء في الإطار السلمي، وأن يستفيدوا من العنف الذي أنهك الجزائر، وهو ما ستستفيد منه القوى الدولية، لأن هناك شبابا لا ينتمون للإخوان سينجرون للعنف".
ومن جهته، أفاد، محمد حديبي، المكلف بالإعلام بحركة النهضة بأن الإخوان نجحوا، وأثبتوا للعالم مدى عشقهم للحرية والديمقراطية، بدليل أنهم لم يغلقوا قنوات فضائية، ولم يحبسوا شخصا رغم إهانة الرئيس، مضيفا "لكن في أول انقلاب وبعد 5 دقائق، أغلق معارضو مرسي كل القنوات الفضائية الإخوانية، ودليل حجتهم ضعيفة، فهم يخافون من الحق، وهذا الانقلاب تتحمل مسؤوليته أمريكا والغرب، وبعض دول الخليج وإسرائيل، معتبرا أن ما حصل للشعب المصري هو عقاب للقيادة السياسية في نصرة غزة، وتوقيف العدوان عليها.
وقال "سيكون من نتائج الانقلاب تمكين العمل الدموي، والفكر التطرفي في العالم العربي، ونعتقد أن ما حدث يراد منه إدخال المنطقة العربية كلها في حمام الدماء"، ودعا حديبي المصريين لكي لا ينجروا لحمام دم يقود للمجهول، مضيفا "الموقع الاستراتيجي لمصر لا تقبل به إسرائيل، بوجود إرادة سياسية متحررة في صناعة القرارات". وأوضح حديبي "نعتقد أن الجماعات المتطرفة سيكون أنصارها أقوى، ولا يمكن الحل الأمني أن يواجه أو يكبح جماحها، بل الدولة ستنهار، لأن السياحة ستزول والإرادة الشعبية غائبة".
فيما تأسف لخضر بن خلاف، المتحدث باسم جبهة العدالة والتنمية لما وقع، ووصفه بالانقلاب على الديمقراطية والشرعية، في بلد عاش زمنا من الديكتاتورية وتكميم الأفواه، وغلق المجال السياسي والإعلامي، وانتهاك الحريات والجماعية، وتأسف لعدم حياد المؤسسة العسكرية واستجابتها لمطلب جزء من الشعب فقط، معتبرا أن الحل يكمن في اكتمال العهدة أو انتخابات رئاسية مسبقة.
وعبر المتحدث عن أمله في ألا تعيش مصر ما عشناه في الجزائر، من تدمير للبلاد والعباد، مضيفا "فبعدما وقع، يجب ألا يتعامل جزء الشعب الذي اعتدى عليه بالمثل، ونفس طريقة التي استعملت عندنا".
ودعا منسق تكتل الجزائر الخضراء، عز الدين جرافة، المصريين لعدم الانزلاق نحو العنف وتحكيم العقل، واصفا ما حصل بأنه انقلاب واضح على الشرعية، بتواطؤ مع جهات خارجية وداخلية، والإجراءات كلها غير دستورية من حلف على أساس دستور معطل، ومن سيدفع الثمن هو الشعب المصري، كما دعا لعدم السماح لمزيد من الانزلاقات، مشيرا إلى إمكانية دخول مصر في متاهات عنف وعنف مضاد، في ظل الشروع في توقيف عدد من الصحف والإعلاميين، معتبرا أن هناك خطة "أمريكو-صهيوني"، وهذا لا يبرأ، بحسبه، الرئاسة والإخوان من الأخطاء التي وقعوا فيها وكيفية التعامل، متسائلا "من يضمن العودة للانتخابات بعد سنة، وبأن تكون حرة ونزيهة؟ ومن يضمن احترام النتائج فيما بعد؟ ولا نتمنى الشر لمصر ولا ندعو إليه".
شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لـ"الشروق":
الجيش جنب مصر حربا أهلية خوفا من أن يتكرر سيناريو الجزائر
وعن سبب تدخل الجيش والانقلاب على الشرعية التي لم يتجرأ سابقا في عهد مبارك على القيام بمثلها رغم تفشي الفساد وسيطرة الحزب الحاكم على البلاد والعباد قال: "تاريخيا، هذه أول مرة يتدخل الجيش لإنهاء مهام رئيس مصر المنتخب ولكنها حالة خاصة وظرف حساس كان سيقود مصر إلى حرب أهلية. والدليل عدد القتلى الذين سقطوا قبل وبعد 30 جوان. قرار الجيش ليس انحيازا إلى المعارضة وإنما انحياز إلى الوطن والشعب. وعلاقة الشعب المصري بالجيش تطمئن وتجعلنا نستبعد سيناريو العنف". وأضاف في نفس السياق: "للأسف، مرسي لم يستطع الخروج من عباءة الإخوان المسلمين وسقط في فخ سيطرتهم فكان رئيسا بلا صلاحيات بل كان المرشد العام وبعض القيادات النافذة هي من يسير مصر منذ الانتخابات".
الناطق باسم جبهة الإنقاذ المصرية أحمد الكيلاني لـ"الشروق":
كيف تنظر إلى مستقبل مصر في ظل التداعيات الحاصلة؟
أنظر بكل تفاؤل وثقة إلى مستقبل مصر، عندي ثقة كبيرة في الشعب الذي أقام أكبر حشد في التاريخ حيث خرج 30 مليون مصري إلى الشوارع والميادين للإطاحة بمحمد مرسي، خرج ليقول لا للاستبداد وعدم احترام التعهدات، وما كان من الجيش المصري إلا أن قام بدروه الطبيعي والتاريخي لينحاز إلى إرادة الشعب..
لكن ما حدث انقلاب على شرعية رئيس منتخب؟
هذا كذب وزور، الشرعية التي تتحدثون عنها سندها الشعب، مرسي جاء بأصوات 12 مليون مصري فقط، لكن 30 مليون مواطن طالبوه بالمغادرة، إذن فأين هي الشرعية الحقيقية، لو لم يتحرك الجيش، لتحرك المصريون واقتحموا بيوت الإخوان ومقراتهم، وأؤكد لكم أن تدخل الجيش حماية للإخوان أكثر منه حماية للإرادة الشعبية..
هنالك حملة لإقصاء تنظيم الإخوان، من خلال توقيف قياداته؟
من تتحدثون عنهم، كالمرشد محمد بديع ومهدي عاكف ملاحقون بطريقة قانونية، في تهم تتعلق بالقتل، وفيما يخص العملية السياسية نحن نرفض إقصاء الإسلاميين بمن فيهم الإخوان ونعتقد أنهم جزء من الكيان المصري، ولهم أن يشتغلوا في العلن ويتوقفوا عن النشاط السري ليصلوا إلى سدة الحكم.
واصلت المؤسسة العسكرية المصرية ضربها لجماعة الإخوان المسلمين، فبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي الذي يواجه تهما جنائية ثقيلة، وجه الجيش يده إلى قيادات الصف الأول من الجماعة، وتزامنت هذه التطورات مع انحياز السلفيين بشكل فاضح إلى المؤسسة العسكرية، وانقلابهم على الإخوان، الذين لم يجدوا من يساندهم سوى الداعية وجدي غنيم.
وأكد مصدر قضائي، بالنيابة العامة، أنه سيتم تشكيل لجنة من النيابة العامة للتحقيق في البلاغات التي تتهم جماعة الإخوان المسلمين بالفساد والخيانة العظمى، وتحريض المصريين على الاقتتال، ونشر الفوضى في البلاد.
ونقلت مصادر إعلامية مصرية المصدر: "إن الرئيس المعزول محمد مرسي العياط، سيواجه تهما جديدة ستكون على رأسها إهانة القضاء والتحريض على قتل المتظاهرين السلميين". وأضاف: "العديد من قيادات جماعة الإخوان سيواجهون تهم التجسس والتخابر مع عناصر إرهابية، والحصول على تمويل أجنبي خارجي، والتعاون مع جماعات إرهابية لتخريب منشآت عامة داخل البلاد".
وبدأت حملة التوقيفات في حق القيادات الإخوانية، ومن بينهم المرشد السابق مهدي عاكف، الذي قال لـ"الشروق"، من أحد مراكز الشرطة: "أنا متواجد الآن في قسم الشرطة". وأكد عاكف أن الجماعة تواجه حربا من المؤسسة لعسكرية وأزلام النظام السابق، وكانت بداية المعركة بحسب عاكف "التشكيك في قدرة الرئيس مرسي- يؤكد أنه الرئيس الشرعي والحقيقي لمصر- وصولا إلى تخوينه ثم تحريض الجيش على الانقلاب عليه". و هو الذي تم، ثم إنهاء تواجد جماعة الإخوان من خلال تلفيق التهم لقياداتها.
في ذات السياق، أعلنت مصادر قضائية وعسكرية أن النيابة العامة أصدرت أمرا بضبط وإحضار المرشد العام للإخوان المسلمين أحمد بديع، أمس الخميس، وهو الذي تم، ونفس الأمر مع نائبه خيرت الشاطر. وعلى صعيد متصل أودعت السلطات المصرية القياديين في جماعة الإخوان المسلمين رشاد بيومي وسعد الكتاتني سجن طُرة.
غنيم: حسبنا الله ونعم الوكيل
وجه الداعية الإسلامي، وجدي غنيم، رسالة إلى الفرحين بالانقلاب على الشرعية، في تسجيل فيديو: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم، أنتم فرحانين في الانقلاب على الرئيس الشرعي اللي وقفنا في طوابير حتى نختاره، افرحوا بخيبتكم، فالله لم يشأ لكم الخير، وربنا حيحشركم مع من تفرحون معهم".
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية علي عبدالعال لـ الشروق:
"ما حدث انقلاب واضح بعد غزل غير عفيف مع معارضة مدعومة من إسرائيل"
يؤكد الباحث المصري في الحركات الإسلامية علي عبد العال، أن ما قامت به المؤسسة العسكرية المصرية هو انقلاب لا غبار عليه. ورفض طرح المعارضة التي تقول إن تحرك الجيش هو انحياز إلى الإرادة الشعبية، ولا يتوانى، في حديثه لـ"الشروق"، في اتهام المعارضة بالتآمر مع إسرائيل ودول غربية، بدعم من فلول النظام للإطاحة بالرئيس مرسي.
هل خطوة عبد الفتاح السيسي انقلاب أم انحياز لإرادة الشعب؟
بلا أدنى شك، إنه انقلاب واضح المعالم، لما يعزل رئيس جمهورية منتخب، ويتولى رئيس صوري زمام الحكم، يشكل بعدها حكومة، بتحريك من الجيش، هذا يدفعنا للقول بكل صراحة إنه انقلاب صريح، أما الحديث عن انحياز الجيش للشارع، فهو أمر غير منطقي، نعم لقد كان هنالك الملايين من الرافضين لمحمد مرسي، لكن هنالك أضعاف كانوا يقفون إلى جانب شرعية مرسي، فما محلهم من الإعراب؟.
يجب أن ننبه إلى شيء مهم، هو أن المعارضة مرتبطة بشكل وثيق مع أطراف خارجية هي إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، زيادة على فلول النظام السابق، الذين فوضوا رجال أعمال انشأوا فضائيات الفتنة، ولا نستغرب في هذا الوضع المساوي الذي آلت إليه مصر، أن يتم الإفراج عن مبارك وابنيه، والسماح وفتح المجال لأحدهما بالترشح للرئاسيات.
هل نية الجيش في الانقلاب على مرسي وليدة الأحداث الأخيرة أم مخطط سابق؟
أعتقد أن الجيش كانت له رغبة في ذلك سابقا، وهذا بالتحالف مع المعارضة العلمانية، بعدما دعت الأخيرة الجيش للتدخل، من أمثال توفيق عكاشة ومصطفة بكري، وهذا الأمر وجد صدى لدى الجنرالات، واستجابوا لذلك الغزل غير العفيف.
حتى السلفيون شاركوا في الانقلاب؟
حزب النور السلفي قدم مبررات لمشاركته في اجتماع قيادات المؤسسة العسكرية، وقال إنه له معلومات تفيد أن الجيش سينقلب لا محالة على الرئيس مرسي، ولذلك ذهبوا للتقليل من الخسائر، وتحقيق بعض المكاسب للتيار الإسلامي، مثلما أعلنه حزب النور السلفي.
هل عمليات التوقيفات الحاصلة ضد قيادات الإخوان يراد منها محو هذا الكيان؟
نعم. حملات الاعتقالات التي طالت الكتاتني أو التحفظ على محمد مرسي، الواضح منها أن الجيش يخشى من خطوات الإخوان، ولكن يبقى التساؤل: هل سيقدم الجيش هؤلاء للمحاكم أم سيفرج عنهم بعد فترة؟
تعليقات
إرسال تعليق