مصر : رحلة البحث عن الشرعية المفقودة.

 المؤيدون لمرسي يواصلون تمردهم على الانقلابيين

مصر على أبواب العصيان المدني


 الانقلابيون وأنصار الشرعية يحشدون لمظاهرات الأحد

 الإخوان يمهلون الحرس الجمهورى 24 ساعة للإفراج عن مرسي

في الوقت الذي يتّجه فيه الإخوان المسلمون إلى إعلان حالة العصيان المدني، رفضا للإنقلاب على شرعية مرسي، أعلنت وزارة الصحّة المصرية، بأنّ عدد ضحايا احتجاجات الجمعة ارتفع إلى 36 حالة وفاة و1079 مصاب، فيما وصفت حركة 6 أبريل المؤيّدة لقرار العزل ما يحصل في مصر بـ"الحرب الأهلية"، هذا واستمرت اليوم المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية على قرار عزل الرئيس مرسي، من قبل القيادة العسكرية، حيث واصل مئات الآلاف اعتصامهم في ميدان رابعة العلوية وشارع النهضة، على وقع تحليق مكثّف من الهليكوبتر قوبل من المعتصمين بهتاف "قولوا للكاميرا في الطيارة..
تداعيات الوضع في مصرمرسي وراه رجالة"، بينما تواصل زحف الآلاف على دار الحرس الجمهوري بعد تهديد قيادات إخوانية باقتحامها بعد 24 ساعة إذا لم تستجب القيادات العسكرية للمطالب الشعبية الداعية لإخلاء سبيل الرئيس مرسي، وقالت بعض المصادر إنّ عدد المتوافدين هناك تجاوز نصف مليون يقودهم القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وفي نفس الوقت خرجت العديد من المظاهرات في العديد من المحافظات المصرية، وإن كانت أقل حدّة من يوم الجمعة، مع القليل من الاشتباكات المتقطّعة مع الأجهزة الأمنية وأنصار الإنقلاب، كما سجّلت العديد من الوقفات أمام السفارات المصرية في العديد من دول العالم، كألمانيا وجنوب أفريقيا وتركيا التي رفض رئيس وزرائها رجب طيّب أردوغان، زيارة غزّة مرورا على مصر في ظل تمسّك العسكر بالوضع الانقلابي، هذا وأصدر الرئيس المؤّقت عدلي منصور، العديد من الإجراءات كحل مجلس الشورى وإعفاء محمد رفاعة الطهطاوي، من منصب رئيس ديوان الرئاسة، وقيام اللواء أركان حرب عبد المؤمن فودة، كبير الياوران، بأعمال رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، كما طالب اللواء سامح الطرابلسي، بمنع صلاة الفجر جماعة في المساجد وبمنع المظاهرات السلمية. كما أكّدت وكالة "رويترز" على خبر تعيين محمدّ البرادعي رئيسا للوزراء. 
من جهة أخرى استمرّت حملت الاعتقالات ضد قياديي التيّار الإسلامي في مصر،
حركة 6 أبريل المؤيدة للانقلاب تصف المواجهات بالحرب الأهلية
كحازم صلاح أبو إسماعيل رئيس  حزب الأمّة. وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مع نفي خبر إطلاق سراح رئيس حزب العدالة والتنمية سعد الكتاتني، ونائب مرشد الإخوان رشاد البيّومي، يأتى ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه كافة قيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين مختبئين في أماكن غير معلومة بعد صدور قرار من النيابة بالقبض عليهم للتحقيق معهم في قضايا تحريض على القتل، كما قاموا بإغلاق هواتفهم المحمولة خوفًا من تعقبها ومعرفة أماكن تواجدهم من خلالها  .
أنصار الانقلاب من جهتهم دعوا إلى الاحتشاد يوم الأحد، تحت شعار   "الحفاظ على مكتسبات الثورة"، هذا ولم تتوقّف دعوات الحشد من طرف الإسلاميين الذين دعوا إلى الاستمرارية الدائمة في التظاهر والاحتجاج إلى حين عودة الرئيس مرسي إلى منصبه، خروج المؤيّدين للانقلاب والمؤيّدين للشرعية يوم الأحد، قد يؤدّي إلى وقوع اشتباكات كبيرة وسقوط قتلى من الطّرفين خصوصا وأنّ أنصار الانقلاب معهم الكثير من "البلاطجة" التابعين للفلول و الحزب الوطني المصري  . 
مرسي لأنصاره في رسالة مسرّبة من إقامته الجبرية :
الجيش يساومني.. لكنني سأبقى صامدا
أكد الرئيس المعزول محمد مرسي، إصراره على مواقفه الأخيرة، وأعرب عن أسفه على الاشتباكات والدماء المصرية التى سالت في الشوارع، وقال أنه لم أشعر بالخطإ في تعامله مع المعارضة طيلة سنة من رئاسته لمصر.

نشر موقع "الرسالة" الفلسطيني المقرّب من تنظيم الإخوان، نص رسالة وجهها محمد مرسي، إلى أنصاره، وأكد فيها حقه في قيادة الشعب المصري، ووفقًا لإرادته التي عبّر عنها الأخير في صناديق الاقتراع، مشددَا على ضرورة التحلى بالصبر والثبات كي ينال الشعب مبتغاه في استرداد الحق الدستوري للسلطة بمصر ــ وفق تعبيره ــ.
"العسكر ساومني.. ولم أزج بالمعارضة في السجن فترة حكمي.. وسأبقي صامدا"
ودعا الرئيس مرسي، مؤيديه ومناصريه إلى ضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات، وعدم الانجرار إلى أي محاولة تسعى لجرهم نحو الاقتتال والدماء، منوهًا إلى أن بعضًا من فلول النظام السابق يسعون لجر الأوضاع إلى تلك الزاوية.
وأقسم مرسي أن يبقى صابرًا وصامدًا إلى آخر قطرة دم في عروقه، معتبرًا أن ما جرى معه قدرًا وقضاءً من الله، كي يفرق من خلاله بين الحق والباطل.
وأعرب عن أسفه جراء سقوط الشهداء في صفوف المؤيدين له، داعيًا إخوانه إلى الاهتمام بذويهم ومواصلة الكفاح والحرص على السلمية مهما بلغ الأمر. وأشار مرسي إلى ما وصفها بمساومات حاول المجلس العسكري عرضها عليه، مقابل إفراغ الشارع من مؤيديه، والقبول بتسويات الوضع الراهن ــ على حد تعبيره ــ، وتابع: "لم أشعر بالخطإ في تعاملي معهم خلال العام الماضي، فلم أزج بهم في السجون، ولم أقطع لهم صوتًا، وأفوّض أمري إلى الله".
قالت أن مرسي كان تهديدا لكامب ديفيد آجلا أم عاجلا
صحف إسرائيل تصف السيسي بالعبقري الشجاع!
إسرائيل لا تملك إلا أن تكون سعيدة"، بهذا العنوان وبعبارات شبيهة أخرى كثيرة عنونت الصحف الإسرائيلية مقالاتها. التي جاءت انفعالية ومعبرة عن فرحة عارمة بانجازات الجيش في مصر. حيث وصفت "معاريف" عبد الفتاح السيسي بالبطل والعبقري الذي استطاع ان يقضي على مرسي، دون إطلاق رصاصة واحدة وجاء في الصحيفة ــ حسب ما نقلته صحف مصرية ــ"المخابرات الإسرائيلية قامت قبل شهور بعمل بروفايل للسيسي، الرجل الوطني الشجاع، الذي يعرف كيف يتخذ القرارات. السيسي كان اسمًا جديدًا على الجمهور الإسرائيلي، عندما عين منذ حوالي عام قائدًا للجيش ووزيرًا للدفاع، لكن بالنسبة لجزء من المنظومة الأمنية الإسرائيلية كان السيسى معروفًا بسبب الاتصالات التي أجريت معه عندما كان قائدًا للاستخبارات العسكرية".
معاريف: تنسيق تل أبيب مع السيسي كان أفضل من فترة مبارك
واشارت إلى أن الجيش المصري أدار منظومة تنسيق قوية مع إسرائيل طول العام الأخير، وهو التنسيق الذي اعتبر أفضل بكثير حتى من نظيره في عهد مبارك. وقالت الصحيفة "الحقائق تتحدث عن نفسها، ففي الشهور السبعة التي مرت منذ عملية عمود سحاب في قطاع غزة، أثمرت جهود الجيش المصري عن إيقاف عمليات تهريب الصواريخ بعيدة المدى للقطاع، وخلال تلك الفترة لم تدخل صواريخ ذات أهمية لغزة، بدلاً من الأخرى التي تم تدميرها على يد سلاح الجو الإسرائيلي خلال العملية العسكرية"، وهو التنسيق الذي اعتبر أفضل بكثير حتى من نظيره في عهد مبارك. ولفتت إلى أنه بالرغم من الفوضى التي لا تزال سائدة في سيناء، إلا أن التنسيق الشديد تم التعبير عنه أيضا في موافقة تل أبيب على إدخال الجيش المصري في شهر ماي 30 دبابة، من أجل العمليات في شبه الجزيرة، للمرة الأولى منذ اتفاقية كامب دافيد للسلام مع القاهرة، وبالفعل الحديث يدور عن المرة الأولى التي تنفذ فيها عمليات مثل هذه.
وقالت "معاريف" إن الثورة المصرية الأولى التي سقط فيها نظام مبارك، كانت مفاجأة شديدة للمخابرات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات الغربية، إلا أن الثورة الثانية كانت أقل إثارة للدهشة. وأضافت، أنه بالرغم من ذلك لم يتوقع أحد أن النظام الحاكم سيسقط بسرعة هكذا، وبتلك الطريقة الدراماتيكية، لافتة إلى أنه في بعض النواح كان مرسي كنزًا لإسرائيل، فقد فرض على حماس وسائر المنظمات في القطاع وقفًا لإطلاق النار. وقالت أيضا أن مرسي كان سيشكل تحديًا أمام اتفاقية السلام مع تل أبيب إن آجلاً أو عاجلاً، ويطلب تعديلها إن لم يكن إلغاؤها. وأشارت إلى أن بسبب ذلك لا يوجد لإسرائيل سببًا حقيقيًا للحزن على خلع نظام الإخوان المسلمين قبل آوانه.
سلفيون يكشفون المستور بعد اعتقال أبو إسماعيل:
حزب النّور عميل لأمن الدولة
رفض رموز السلفية في مصر، محمّد حسّان وأبو إسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب، حسب إعلان من على منصّة رابعة العدوية؛ تسجيل كلمات متلفزة تبرر الانقلاب على شرعية الرئيس مرسي، وتدعو إلى التهدئة، ما جعل القوّات المسلّحة المصرية تعطي أمرا بمنعهم من اعتلاء منابر الجمعة، أو إلقاء أي كلمة من شأنها المساعدة في تأليب الرأي العام عليهم أكثر مما هم عليه اليوم، وأشار قيادي سلفي "للشروق" بأنّ القرار يشمل أيضا الشيخ القرضاوي، وتأتي هذه المعطيات بعد أن أذاعت القنوات الانقلابية شريط فيديو للشيخ السلفي محمّد حسّان، يدعو فيه إلى التهدئة وكبح الدّماء والمسارعة إلى المصالحة الوطنية، وهو ما تأكّد لاحقا بأنّها كلمة قديمة للشيخ أذيعت للتدليس على النّاس وإعطاء صورة مغالطة عنه، بأنّه أيّد الانقلاب ضمنيا، ولم يصدر أي شيء عن الشيخين الحويني ومحمد حسين يعقوب، بعد أن نقل موقع "أنا السلفي" التابع لقيادات حزب النّور المؤيّد للإنقلاب، تصريحات لهم تحرّم النزول إلى الشارع.
وصية أبو إسماعيل لأنصاره: إنّهم يريدون تشتيتنا لا تتخلوا عن الرئيس
موقف السلفيين في مصر، من الانقلاب على الرئيس مرسي، بدا جد متصدّع بعد أن شارك حزب النّور في الانقضاض على الشرعية، ما دفع الشيخ السلفي محمد عبد المقصود، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح إلى دعوة السلفيين إلى التبرؤ من حزب النّور وعدم الرضا به ممثلا لهم، بعد أن تهجّم عليه في السابق واتّهم أعضاء فيه بالعمالة لأمن الدولة، قائلا إنّ "الخلافات بين السلفيين والإخوان المسلمين، لها أصول تاريخية تعود إلى سماح جهاز مباحث أمن الدولة المحل للدعوة السلفية بتفعيل دعوتها في المحافظات، مقابل التصدى لجماعة الإخوان المسلمين"، وقال: "الدعوة السلفية" ويقصد سلفية الإسكندرية "ليست في سبيل عقيدة ومنفعة ولا علاقة لها بالدين"، ما أكّد أنّ السلفيين ليسوا على رأي واحد بعد أن دعت الهيئة الشرعية إلى النزول إلى الشارع دعما لشرعية مرسي، وهو نفس الموقف الذي اتّخذته جماعة "الدعوة السلفية"، حيث أعلن علي غلاب، عضو مجلس إدارة الدعوة "بدء الانتفاضة السلمية انتصارا للشرعية التي اشترك الجميع في ظلمها حتى نحن.. حتى نحن"، وتابع: "وربما ـ بإذن الله تعالى ـ  سيكون هذا هو القرار للدعوة السلفية في جميع أنحاء مصر"، هذا واعتقلت الأجهزة الأمنية أمس الجمعة، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، الإخواني القريب من السلفيين الذي انتظر الكثير من المتابعين خطوات جريئة منه كتلك التي أعلن فيها أنّه سيقتحم "المدينة الإعلامية" في حال اقتحم "القصر الرئاسي" ونجح يومها في إفشال مخطط للإطاحة بالإخوان، وعند اعتقاله قال لأنصاره الذين هم بمئات الآلاف وانتظم الكثير منهم في حزب الأمّة: "لا تلحقوا بي إنّهم يريدون استفزازنا وتشتيتنا، وأنا سأخرج بإذن الله، مهمّتنا الآن هي عودة الرئيس للحكم".
شيوخ الأزهر يتمردون على أحمد الطيب ويعلنون:
يا شيخ الأزهر .. هل فقدت رشدك؟
أعلن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر رفضهم التام للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، محذرين من التداعيات الخطيرة لهذا الانقلاب الذى تعتبره مصادرة للإرادة الحرة للملايين الناخبين وانتكاسة عن الديمقراطية وكفرا بالعملية الانتخابية.
وقالت الهيئة في بيان لها، إن الادعاء بأن هذا الانقلاب هو انحياز للشعب كذب وافتراء واضح، وبيان ذلك أن ما فشل فيه هؤلاء فى الانتخابات الحرة عوضوه بأن سلكوا مسالك العنف على مدار عام كامل، انتهى بهذا الانقلاب الذى يعد اغتصابا للسلطة الشرعية المنتخبة.
وأضاف البيان "لقد صعق أعضاء هيئة التدريس لموقف شيخ الأزهر الذى انحاز انحيازا سافرا لهذا الانقلاب الغاشم، ثم يدعي كذبا بأنه انحاز لصوت الجماهير، أليست هذه الملايين التى تزأر بعودة محمد مرسي والشرعية المنتخبة، أليست أصواتا؟ أليسوا جماهير؟ أم أنك يا شيخ الأزهر فقدت رشدك وتعتبر هؤلاء محتلين، كما اعتبرهم صاحبك تواضروس حينما قال إن" تمرد" استردت الثورة المسلوبة".
وتساءل البيان "هل كان أحد سيتخلف عن دعوتك إن كنت قد دعوت كل الفرقاء على مائدة الصلح اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، أم رأيت مكانتك لا تسمح لك بذلك، وبم سترد علينا إن تمردنا عليك وطالبنا بإسقاطك؟".
وقالوا أنهم يربئون بشيخ الأزهر أن يورط مؤسسة الأزهر فى إراقة دماء المصريين، وطالبوه بسحب الغطاء الديني الذى أسبغة على الانقلاب العسكري.
وأضاف البيان "أن هيئة التدريس وقد أسعدها نزول الملايين من جماهير الشعب المصري تأييدا لرئيسهم المنتخب وإصرارا على عودته، تدعو هذه الملايين إلى الثبات على موقفها وتقول لهم إن الانقلابيين وأعوانهم يراهنون على نفاد صبركم ووهن عزيمتكم "فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، "واعلموا أن النصر صبر ساعة فاستعينوا بالله، واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"، ونظم مشايخ الأزهر اعتصاما أمام دار الحرس الجمهوري، الذي يعتقد ان محمد مرسي محتجز داخله.
فيما استمر الاعتصام وهتافات المعتصمين: "مكملين، نعم للشرعية، لا للانقلاب، الشرعية خط أحمر، يسقط حكم العسكر، ثورة رجالة ضد الحثالة، صامد صامد، ثابت ثابت، ثورة ثورة حتى النصر ثورة في كل شوارع مصر، الشرعية الشرعية مرسي رئيس الجمهورية، يللا ارحل يا سيسي".
زوجته تروي قصة الإهانة في غرفة النوم
ليلة القبض على خيرت الشاطر
هددت عزّة المعروفة "بأم الزهراء" زوجة خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بأنها ستعمل على التواصل مع منظمات حقوق الإنسان الدولية في الداخل والخارج للشكوى من هذه الانتهاكات التي تدينها كل القوانين والأعراف الدولية، مشيرة إلى أن زوجها مصاب بالقلب وتخشى على حياته جراء التعامل معه خلال احتجازه لدى من وصفتهم بقوات الانقلاب العسكري بمصر.
 واتهمت زوجة الشاطر ــ حسب ما نقل على لسانها ــ قوات الأمن التي ألقت القبض عليه بمنزله أمس الجمعة، بإساءة التعامل مع أفراد أسرته خلال عملية القبض حيث قاموا بكسر باب الشقة دون داعٍ، كما قاموا بالدخول على النساء في غرفهن بدون استئذان ورفع السلاح في وجوههن وترويعهن.
وقالت زوجة القيادي الإخواني في كلمتها من على منصة مليونية رابعة العدوية بمدينة نصر، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، إن بعض أفراد القوة التي قامت بإلقاء القبض عليه قاموا بتصويره عبر التليفونات المحمولة خلال قيامه بتغيير ملابسه أثناء استعداده للنزول معهم، مؤكدة أن هذه الممارسات لن تمر أبدًا.
من جهة أخرى، قالت عزّة الشاطر، إن الرئيس السابق محمد مرسي، أخطأ في عدم غلق القنوات التليفزيونية المعارضة له. 
الشيخ يوسف القرضاوي في أوّل تعليق له على عزل الرئيس مرسي يدعو إلى مناصرته ويصرّح:
الانقلاب باطل وأحمد الطّيب خرّب دور الأزهر
ندد الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتّحاد العام لعلماء المسلمين، بالانقلاب على الشرعية وعزل الرئيس مرسي، مؤكّدا أنّ السيسي ومن معه بفعلتهم هذه قد "نقضوا عهد الله، وعهد الشعب، وأبطلوا ما قامت به ثورة عظيمة قام بها الشعب كله"، وعليه "فيجب على كل من آمن "بمرجعية الشرع" ورجع إليه، طاعة الرئيس المنتخب شرعا، وتنفيذ أوامره، والاستجابة لتوجيهاته"، إلا إذا خالفت شرع الله، مؤكّدا أنّ " ادعاء الفريق السيسي أنه قام بهذا من أجل مصلحة الشعب ومنعا لانقسامه إلى فريقين، لا يبرر له أن يؤيد أحد الفريقين ضد الفريق الآخر"  كما أنّ "من استعان بهم السيسي لا يمثلون كل الشعب المصري"، وفيما يخص موقف شيخ الأزهر قال الشيخ القرضاوي، بأنّه موقف شخصي لم يستشر فيه هيئة كبار العلماء التي هو من ضمنهم، ليوضّح بأنّهم كعلماء أزهر "لم نفوضه ليتحدث باسمنا، وهو مخطئ في تأييده الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وهو مخالف لإجماع الأمة، ولم يستند في موقفه إلى قرآن ولا إلى سنّة، بل كل القرآن والسنّة مع الرئيس مرسي، وخالف علماء الأمة الإسلامية الذين لا يبيعون علمهم من أجل مخلوق كان".
كما ردّ على استدلاله بقاعدة "أخف الضررين" قائلا من قال أنّ ؛رفض خلع الرئيس الشرعي، ورفض الدستور الذي وافق عليه نحو ثلثي الشعب، وإدخال البلاد في متاهة ــ لا يعلمها إلا الله ــ هو أخف الضررين هو الضرر الأكبر الذي حذّر منه الكتاب وأحاديث الرسول، وأقوال علماء الأمة". كما طالبه بأن يتعامل مع الرئيس مرسي، على الأقل بما كان يتعامل به مع مبارك. ولا يكيل بمكيالين فيخرّب دور الأزهر القيادي في الأمّة، كما قال بأنّ البابا تواضروس والبرادعي لا يمثّلان إلا نفسيهما فالأول لم يكلّفه الأقباط بالحديث عنهم، والثاني ليس معه إلا القليل، وفيما يخص موقف حزب النّور.
فقد قال بأنّهم قلّة معروفة ولا يمثّلون كل السلفيين والجماعة الإسلامية ومن قام بمواقف حرّة، ليتوجّه بالنّداء إلى "السيسي ومن معه، وكل الأحزاب والقوى السياسية في مصر وعلماء العالم، وكل طلاب الحرية والكرامة والعدل، أن يقفوا وقفة رجل واحد، لنصرة الحق، وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه الشرعي"، كما ذكّر الجيش بأيّام مبارك، وما قام به في عموم الشعب المصري من كبح للحريّات وفساد وتخريب ورغم ذلك لم يتدخّل لعزله، داعيا إلى عدم التفريط في القيادة "الحاكم مستبد، عسكريا كان أو مدنيا، فهذا ما وقعت فيه بعض الأمم، ففقدت حريتها، ولم تعد إليها إلا بعد سنين  ". 
السعودية اشترت حزب النور السلفي والإمارات تغدق الملايير
المال الخليجي يغرق مصر في الدّماء
لم يعد يخفى على أحد الدور المحوري الذي لعبته وتلعبه دول الخليج العربي في ضرب استقرار مصر؛ الدور الذي برز بمجرّد سقوط مبارك وإعراب السعودية عن خيبة أملها في الولايات المتّحدة الأمريكية التي تخلّت عن نظام المخلوع في أوقات صعبة، ثمّ أعقبتها تصريحات هجومية لاذعة من قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، العدو اللدود للإخوان، تنديدا بالإطاحة بمبارك، بل وطالب بمحاكمة القرضاوي، وكل من أعان على هذه الثورة، ولم تكتف الإمارات بذلك، بل راحت تكشّف موقفها المصادم لرغبة الشعب المصري فأوقفت جميع التأشيرات للعمالة المصرية انتقاما من محاكمة مبارك، ثمّ سارعت بفتح قنوات ضد الثورات عامّة والإخوان المسلمين خاصّة، مستضيفة زعيم الفلول احمد شفيق.
دول الخليج التي خرج أمراؤها للحديث عن حقوق الشعب السوري والدعوة إلى نصرته ووفّرت لذلك كل التسهيلات، هي ذاتها من وفّرت وتوفّر اليوم كل الوسائل والسبل من أجل إنجاح الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الشرعي محمّد مرسي، وظهر ذلك جليّا وهي تسارع بالترحيب بقرار عزل الرئيس وتعطيل الدّستور، ولم يبق الأمر في زاوية الدعم بالتحريض الدّعائي عبر قنوات الإعلام، بل كشفت مصادر عسكرية معلومات سرّية لم يتسنّ التأكّد منها عن اتّصال مباشر بين محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة مع مجموعة من القادة العسكريين المصريين في محاولة إيجاد خطّة محكمة للانقلاب على الشرعية مع ضمان عدم الوصول إلى حالة التهديد العام للأمن القومي المصري، ما قد يدفع بعض الجنرالات المصريين إلى الانقلاب المضاد على السيسي ومحاكمته، وظهر ذلك جليا في موقف حزب النّور السلفي المعروف بولائه للسعودية، والذي شارك في إنتاج خطّة الانقلاب والتبرير لها بعد ذلك بالأدلّة الشرعية والذي يقال ان المملكة دفعت له الملايين لتشتري موقفه ضد مرسي، فضلا عن السيل الجارف من المعونات التي ساعدت في إنعاش البورصة المصرية رغم الأجواء المتوتّرة وذلك بتدفّق كبير للعمولات عليها وتزويد السعودية الخزينة المصرية بـ8 ملايير دولار مع تقديم عروض كبيرة من رجال الأعمال الخليجيين للاستثمار في مصر، وتشير بعض المصادر إلى أنّ دول الخليج تتجه إلى اعتماد مجموعة من الخطوات الإضافية التي ستساعد على إعطاء صورة سلبية عن أيّام حكم الإخوان التي عرفت تدهورا اقتصاديا رهيبا، وتتمثّل الخطوات في دعم مصر بالنفط لمدة سنة مجاناً ودعم كافة المواد الغذائية وتخفيض أسعارها وإنهاء مشكلة الكهرباء بالربط الخليجي. 
التناقض بين مواقف هذه الدول من الثورات التي تدعمها في سوريا بالمال والإعلام بل والسلاح، وبين موقفها من الانقلاب الذي سيجرّ مصر إلى أنهار من الدّماء، جعلها محل اتّهام بـ"استغلال" الشعوب لتحقيق مصالحها وضرب خصومها ولو أدّى ذلك لحرق البلدان، فسوريا من أجل ضرب إيران وحزب الله، ومصر من أجل الإطاحة بمشاريع ما تسمّيه "إسلاميا سياسيا" خشيت كثيرا من تبعاته عليها، والغريب أنّ موقف إيران أيضا جاء منسجما مع موقف دول الخليج رغم الهجوم الذي حظي به الرئيس مرسي من السلفيين الموالين لدول الخليج، وهو يعيد العلاقات معها، وبين هذا وذك يبقى الدور القطري المرحّب بما أسماه "خيارات الشعب المصري" والذي سارع بدوره إلى تهنئة الرئيس الانقلابي الجديد يثير العديد من الإشكالات والأسئلة عن الأسباب التي جعلتهم يسلكون هذا المسلك المصادم لما حاول الأمير السابق حمد بن ثاني تصديره لعموم الدّول العربية بالدعم السياسي والمالي والإعلامي القوي عبر قناة الجزيرة. وهذا يؤشّر على معرفة دولة قطر بالتطوّرات الأخيرة في مصر مسبّقا ما جعلها تسارع إلى تغيير أميرها وبعض المناصب المصيرية فيها تجنّبا للمشاكل مع خصومها العائدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.