الدكتور عثمان سعدي : الجذور العربية للأمازبغبة.



   - الأمازيغية لهجاتٌ حول الكنعانية قبل الإسلام وحول العدنانية بعده.                  - 90 بالمائة من كلمات الأمازيغية ذات جذور عربية.

الدكتور عثمان سعدييزعم البربريون البربريست أنه قبل الإسلام كانت اللغة الأمازيغية هي السائدة بالجزائر وشمال إفريقيا، وهذا غير صحيح. كانت الأمازيغية عبارة عن لهجات حول الكنعانية قبل الإسلام وحول العدنانية بعد الإسلام، ولنستعرض ما يقوله مستشرقون فرنسيون وليس العرب.
عندما وصل الكنعانيون الفينيقيون في الألف الثانية قبل الميلاد قاموا بإخراج إخوانهم الأمازيغ البربر القحطانيين من العصر الحجري وساعدوهم على دخول التاريخ الحضاري. أدت اللغة الكنعانية الفينيقية قبل الإسلام بالمغرب العربي دور اللغة الفصحى، محاطة باللهجات الأمازيغية العروبية القحطانية الشفوية.  كانت الكنعانية اللغة المكتوبة: لغة الحضر، والعبادات، ودواوين الدول الأمازيغية، فموسوعة يونيفرساليس الفرنسية تقول: "صارت اللغة البونيقية (الكنعانية الفينيقية) اللغة المشتركة لا يتحدث بها القرطاجيون فحسب، لكن يتكلم بها سائر سكان المدن، بل كانت لغة الملوك الأفارقة أنفسهم، مثلما تشهد على ذلك العملة المضروبة في عهد ماسينيسا وسيفاكــس" [1].
دمر الرومان مدينة قرطاج سنة 146 ق. م واستمروا يحكمون المغرب العربي ثمانية قرون دون أن تتمكن لغتهم اللاتينية من التغلغل في الذات المغاربية، واستمرت اللغة الكنعانية هي السائدة بشمال إفريقيا، حتى الفتح الإسلامي، حيث حدث الربط بين الكنعانية والعدنانية التي أتى بها القرآن الكريم، وهذا هو الذي يفسر لماذا انتشرت اللغة العربية بسرعة بالمغرب العربي. ويحدد سيطرة اللغة الكنعانية على الحضر والساحة الثقافية قبل الفتح الإسلامي العالم الفرنسي هنري باسيه H.Basset  بسبعة عشر قرنا يقول: "إن البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة بالمغرب، سبعة عشر قرنا، وهو أمر عظيم" [2].
الأب دونا النقريني الذي عاش خلال القرن الرابع الميلادي، المولود بمدينة نقرين شرقي الجزائر الحالية، كان أكبر قسّ مسيحي ولمدة ثلاثة عقود، ثار على استغلال الرومان للمسيحية في تثبيتهم لاستعمارهم بشمال إفريقيا، فقال قولته المشهورة "لا علاقة للمسيحية بالإمبراطورية، الله أرسل المسيح لإنصاف المظلومين من الظالمين"، فنفاه الرومانُ إلى إسبانيا حيث مات في سجونهم سنة 355م.
وكوّن أتباعُه مذهبا مسيحيا سموه باسمه (الدوناتية)، ناضل ضد الاستعمار الروماني، ونشر الثورة بين الفلاحين الأمازيغ الذين سرق منهم أرضهم الكولون الإقطاعيون الرومان وكوّنوا منها اللوتيفوندات وهو اسم المزرعة الرومانية. كان الدوناتيون يصلّون بكنائسهم بالكنعانية الفينيقية وليس بالأمازيغية، بينما يصلي الرومان في كنائسهم الكاثوليكية باللاتينية، وهذا يؤكد عروبة الأمازيغ وسكان المغرب العربي عبر التاريخ، الأب دونا كان يصلي بالكنعانية ويخطب في الجماهير بالأمازيغية. ومن أراد الاستزادة عن الأب دونا فليطلع على فصل عنه مطوّل في كتابي (الجزائر في التاريخ) [3].
وقد أشارت موسوعة "يونيفيرساليس" المذكورة إلى لغة المذهب الدوناتي فقالت: "وقد اختلف هذا المذهب عن الكاثوليكة في عدة نقاط، أهمها اللغة، فلغة الدوناتية ليست اللاتينية" [4].
ويذكر المؤرخ الفرنسي سانتاس P.Cintas "أن القديس أوغستين ذكر مراراً أن السكان الذين كانوا يحيطون به يتكلمون البونيقية. ويقول غوتيي  Gautier إن أوغستين عندما كان يسأل هؤلاء الأهالي في دروسه الواعظة: ما هو أصلكم؟ كانوا يجيبونه: نحن كنعانيون" [4] ولم يقولوا نحن أمازيغ أو بربر، ولم يذكر أوغستين اللغة البربرية الأمازيغية. 
كان سكانُ شمال إفريقيا البربر يقولون "نحن كنعانيون" قبل الإسلام، ويقولون "نحن عرب" بعد الإسلام.
الأمازيغية متفرّعة عن العربية الأم مثلها مثل الآرامية، والكنعانية، والبابلية، والأشورية، والمصرية القديمة.
في مصر كانت اللغة المصرية القديمة هي السائدة وهي لغة عروبية فقد أجمع العلماءُ مؤخرا أنها لغة عروبية، بدأ في البحث في عروبيتها حتى المستشرقون، فعالم المصريات الألماني هينريش بروجش أورد في مقدمة كتابه (المعجم الهيروغليفي ـ الديموطي) الصادر بالألمانية في سبعة مجلدات في القرن التاسع عشر أثبت أنها لغة عروبية. وقد حقق ذلك تلميذُه المصري العالم أحمد باشا كمال الذي يكتب فيقول: "إن المصريين القدماء أرادوا تخليد ذكرى أصلهم فأثبتوه بالحفر على آثارهم المنقوشة على جدران معبد الدير البحري في طيبة الغربية بمدينة الأقصر قائلين إن أجدادهم يدعون الإعناء (جمع عنو)؛ أي أنهم أقوامٌ من قبائل شتى اجتمعوا في وادي النيل، وأسسوا فيه مدنا كثيرة منها مدينة عين شمس...
جاء الإسلامُ باللغة العدنانية لغة القرآن الكريم، فبيْن تاريخ الفتح في القرن السابع الميلادي والدولة العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي أي طوال تسعة قرون، تداولت على حكم المغرب العربي سبعُ أسر بربرية أمازيغية، لم يُشهِروا اللغة البربرية في وجه اللغة العربية، بل تعاملوا مع اللغة العربية كلغتهم الوحيدة مستمرين في التحدث شفويا بلهجاتهم البربرية.
إن اللغة المصرية أي لغة قبائل الإعناء التي سكنت مصر وما جاورها من الأقاليم هي لغة عربية بلا مراء بنص النقوش المذكورة... اعلموا أيها السادة أن كثرة مطالعتي في اللغة المصرية القديمة منذ كنتُ في الثامنة عشر من عمري، إلى أن بلغت الستين مهّدت لي سبل الوصول إلى اكتشاف غريب مفيد ألا وهو أن اللغة العربية واللغة المصرية القديمة من أصل واحد، وفي أثناء دراستي كنت أرى للألفاظ العربية مثيلا في اللغة المصرية القديمة وكنت أدوّنها شيئا فشيئا حتى كثرت". وقرر أحمد باشا كمال تحرير قاموس يثبت عروبة اللغة المصرية القديمة واستمر في تحريره أكثر من عشرين سنة اكتمل سنة 1923 في 22 جزءا عنوانه: (الفرائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية)، وظل هذا العمل الكبير مخطوطا لم يطبع طيلة ثمانين سنة. وطبع جُزؤه الأول فقط بالقاهرة سنة 2002 ضم حرف الألف المصرية [طائر العقاب الهيروغليفية] ويقع في 238 صفحة. ونتمنى أن يطبع المعجم كاملا. 
وجاء الإسلام بالعربية العدنانية فتشبث المصريون بها وتخلوا عن المصرية القديمة، فالأقباط مثلا يصلون في كنائسهم لا بالقبطية وإنما بالعربية. المصريون لا يطالبون بترسيم القبطية، أهل الشام لا يطالبون يترسيم الكنعانية الفينيقية ومسيحيو لبنان يصلون في كنائسهم بالعربية لا بالكنعانية.
قصة ششنق الفرعون البربري
يتكلم البربريست عن ششنق فيقولون بأنه تحرّك من تلسمان سائقا بعصاه أمامه رمسيس فهزمه واحتل مصر، علما بأن رمسيس سبق ششنق بأكثر من ثلاثة قرون. والحقيقة أن قبيلة الشواش في الجريد بتونس عندما زحف الجفاف على بحيرة الجريد هاجرت إلى مصر واستوطنت في دلتا النيل حول بُحيرة قارون، وبعد عشرات السنين ظهر ابنٌ لها ضابط بالجيش الفرعوني مولود بمصر اسمه ششنق الأول فصار فرعون مصر سنة 950 قبل الميلاد. 
وهاهو المؤرخ المصري رشيد الناضوري يروي قصته فيقول: "وقد تمكنت العناصر الليبية البربرية المستقرة في أهناسيا بالفيوم في مصر والتي تسميهم النصوص المصرية بـ"التّحنو"، من تقلد وظائف هامة في هذا الإقليم حتى ظهرت شخصية قوية فيها هو شخصية ششنق الأول، الذي تمكّن من الوصول إلى عرش مصر، وتأسيس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين وذلك سنة 950 قبل الميلاد. وكان قبل وصوله للعرش يحمل لقب رئيس المشاوش العظيم وهي تسمية ترجع في أصلها إلى منطقة شط الجريد جنوبي تونس.
وقد دعم ششنق مركزه في حكم البلاد بتزويج ابنه من ابنة آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين المصرية في تانيس، وبهذه الطريقة أوجد لأسرته حقا ش
رعيا في الوصول إلى عرش الفراعنة، ولم تكن كل من الأسرتين الليبيتين في تاريخ مصر القديم الثانية والعشرين والثالثة والعشرين أجنبية بمعنى الكلمة، بل لقد تأثرت هذه العناصرُ البربرية بالحضارة المصرية المتفوقة في ذلك الوقت بالنسبة إليهم، مع الاحتفاظ ببعض العادات البربرية" [6]. 
وبنى البربريست سنتَهم الأمازيغية المزعومة على تاريخ جلوس هذا الفرعون المصري وهم يطالبون الآن بترسيمها كعيد رسمي. 
ومن المعلوم أن المصريين والبربر يعيشون في حوض حضاري واحد بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، سرت به هجراتٌ من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق منذ آلاف السنين، هاجر البربر من اليمن إلى المغرب قبل آلاف السنين، وهاجر الشواش من المغرب إلى مصر في القرن العشر قبل الميلاد. وفي القرن العاشر الميلادي تنقل مائة ألف شاب من قبيلة كتامة البربرية في جيش المعز لدين الله الفاطمي ففتحوا مصر وتزوّجوا ببنات مصريات وساهموا في بناء القاهرة والأزهر. وفي القرن الحادي عشر الميلادي تنقل بنو هلال ذوو الأصول اليمنية من صعيد مصر بعشرات الآلاف إلى المغرب واندمجوا مع إخوانهم البربر القحطانيين.  
   وجاء الإسلامُ باللغة العدنانية لغة القرآن الكريم، فبيْن تاريخ الفتح في القرن السابع الميلادي والدولة العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي أي طوال تسعة قرون، تداولت على حكم المغرب العربي سبعُ أسر بربرية أمازيغية، لم يُشهِروا اللغة البربرية في وجه اللغة العربية، بل تعاملوا مع اللغة العربية كلغتهم الوحيدة مستمرين في التحدث شفويا بلهجاتهم البربرية. 
ساهم علماءُ الأمازيغ في تطوير اللغة العربية، فنظم ابن المعطي الزواوي النحوَ العربي في ألف بيت سابقاً ابن مالك. وألّف ابن أجروم المراكشي أجروميته في النحو، وألف البُصيْري الدلّسي الزواوي بردته المشهورة، إلى آخره... 
   ولم تظهر النزعة البربرية إلا مع وصول الاستعمار الفرنسي سنة 1830، فمن باب "فرّق تسد" زرعوا بين البربر فقالوا لهم "إنكم أنتم الأصلاء في هذه البلاد وأن العرب محتلّون، وأن اللغة البربرية هي الأصلية وأن العربية لغة غازية". الفرنسيون كانوا يهدفون بذلك إلى خلق ضرّة للعربية تدخل في صراع معها لصالح اللغة الفرنسية وتثبيتها في المغرب العربي، ورد عليهم العلامة البشير الإبراهيمي بقوله: "العربية حرة لا تتحمل ضرّه".   
   واستقلت بلدان المغرب العربي فقال الفرنسيون إن بالمغرب أربعَ لغات وليس لغة واحدة هي: اللغة العربية الفصحى، واللغة الدارجة، والبربرية، والفرنسية. بينما هم يقولون أن بفرنسا لغة
واحدة هي اللغة الفرنسية منكرين اللغات الجهوية الست بفرنسا. مقنعين بالقاعدة التي تقول "لغة واحدة أمة واحدة، تعدد اللغات أي تعدد الأمم".
درس مجلس الشيوخ الفرنسي
   رفض مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 18 / 06 / 2008 الاعتراف باللغات الجهوية بفرنسا، وذلك بإضافة مادة بالدستور تعترف بهذه اللغات كلغات وطنية، ونص التعديل الدستوري المطلوب على ما يلي: "إن اللغات الجهوية تنتمي إلي التراث الوطني للأمة". ورفض مجلس الشيوخ اقتراح هذا التعديل، واعتبر الاعتراف بهذه اللغات تهديدا للوحدة الوطنية.. وقد جاءت فتوى الأكاديمية الفرنسية أي مجمع اللغة الفرنسية الشهير متفقة مع قرار مجلس الشيوخ؛ ففي فرنسا عدة لغات جهوية منها: البروتون، والجرمانية، والكاتالينية والباسكية، والكورسية، والأويل، داخل فرنسا؛ كما توجد لغاتٌ خارج فرنسا بالمناطق التي تتبع السيادة الفرنسية كلغات الكاراييبي، ولغة الكاناك وغيرها.
والذين يؤيدون الاعتراف بهذه اللغات يعتبرون عدم الاعتراف مخالفة لميثاق أوروبا حول لغات الأقليات التي ترفض دائما الحكومة الفرنسية المصادقة عليه. ومن المعلوم أنه سبق أن جرت محاولة الاعتراف بهذه اللغات في حزيران (يونيو) سنة 1999 علي يد رئيس الحكومة الاشتراكي ليونيل جوسبان، لكن الرئيس جاك شيراك رفض، وعرض الموضوع على مجلس الوزراء الذي رفض اقتراح جوسبان، وخرج السيد شوفينمان وزير الداخلية من الاجتماع ليعلن: "الاعتراف باللغات الجهوية معناه بلقنة فرنسا". التعدّد اللغوي بفرنسا بلْقنة والتعدد اللغوي بالجزائر والغرب العربي أمرٌ طبيعي في نظر فرنسا المستعمِرة. 
خرج السيد شوفينمان وزير الداخلية من الاجتماع ليعلن: "الاعتراف باللغات الجهوية معناه بلقنة فرنسا". التعدّد اللغوي بفرنسا بلْقنة والتعدد اللغوي بالجزائر والغرب العربي أمرٌ طبيعي في نظر فرنسا المستعمِرة.
الأوروبيون النزيهون يعترفون باللغة العربية كأول لغة منظَّمة في تاريخ البحر المتوسط, فبيير روسي الفرنسي  Pierre Rossi في كتابه (وطن إيزيس: تاريخ العرب الصحيح
La Cité D'Isis :Vraie histoire des Arabes ) الذي طبع سنة 1976 بباريس: تعقّب الحضارة الإنسانية من خلال اللاهوت والمعتقدات الوثنية والمنزلة منذ آلاف السنين، وأثبت حقيقة أن جذور الحضارة الإنسانية وبخاصة في مهدها بالبحر المتوسط كانت عربية: فهو يقول: "إن الثقافة اليونانية والثقافة الرومانية اللاتينية ما هما إلى شرفة صغيرة في صرح الثقافة العربية الكبير، وأن النزعة التعصبية الأوروبية أخفت هذه الحقيقة لتبرز زورا أن جذور الحضارة الأوروبية يونانية، وبالفعل إن اللغة العربية هي أول لغة منظَّمة من لغات بشرية البحر المتوسط". 
هذا في الوقت الذي ينكر فيه البربريست فضل اللغة العربية كلغة أم للأمازيغية. 
الجذور العربية للأمازيغية
في كتابي (معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية) أثبتت أن تسعين في المائة من كلماتها عربية عاربة أو مستعرَبة، العمود الفقري للأمازيغية وزن (أفْعولْ) مثل (أكسوم، أغروم). وهذا الوزن هو العمود الفقري للغة الحميرية اليمنية، وهو غير موجود في العدنانية لغة القرآن الكريم. اسم والد الكاهنة ثابت، القبيلة التي تنتسب لها الكاهنة هي (جراوة) أكبر قبيلة باليمن الآن (آل جراو).
اسم ماسينسا هو (مسن سنّا) أي مسن المسنين. اسم يوغورطا عربي (القرطماني والغرطماني) في العربية جميل الوجه، ويوغورطا مشهور بجماله. اسم والد يوغورطا (مستعن بعل) أي المستعين بالله. الأمازيغية لغة الضاد، والأمازيغ يفرقون في النطق بين الضاد والظاء. السعيد الزاهري نشر مقالا في مجلة "المقتطف" المصرية سنة 1938 تحت عنوان (البربرية لغة الضاد) واسم العربية لغة الضاد.  كتابة التيفيناغ كتابة بدائية بدوية تارقية مستمدة من الفينيقية من الحرف المسند العربي وقد أعدتُ حروفها إلى اللغات اليمنية القديمة في كتابي المذكور.. إلى آخره... إلى آخره...
الخلاصة:
     أولا: الأمازيغية منذ أن عرفتُ، عبارة عن لهجات شفوية ولم تُعرف كلغة مكتوبة، قبل الإسلام كانت لهجاتٍ حول الكنعانية الفينيقية لمدة سبعة عشر قرنا؛ ثم جاء الإسلام باللغة العربية العدنانية التي حلت محل الكنعانية فاستمرت اللهجات الأمازيغية لهجاتٍ شفوية حولها، واستمر الأمازيغ يتعاملون مع العربية كلغتهم الوحيدة معتبرين لهجاتهم كلهجات اللغة العربية. 
   ثانيا: جاء الاستعمارُ الفرنسي سنة 1830 فنشر شعار "اللغة البربرية هي الأصل والعربية غازية". ركّز على بلاد القبائل بعد ثورة المقراني والرحمانية العظيمة بعد سنة 1871 فنشر بها المسيحية واللغة الفرنسية، فالمدارس الأهلية الفرنسية بتيزي وزو وبجاية كانت تمثل ثلث المدارس بالقطر الجزائري كله. والمبشّرون هم الذين صنعوا النزعة البربرية Berberisme وكوّنوا دعاتها في منطقة القبائل في إطار الفرنكفونية. الشاوية وأنا منهم، وبنو مزاب، والزناتة بتيميمون، والشناوة، والتوارق، وغيرهم يؤمنون بأن لغتهم الوحيدة هي العربية.
   ثالثا: ترسيم الأمازيغية كلغة هو تدميرٌ للوحدة الوطنية، هو تحويل الجزائر إلى أمم ودول، بلجيكا في طريقها إلى أن تتحول إلى دولتين: دولة الفلامان، ودولة الفرانك. شرق أكرانيا الناطق بالروسية يطالب بانضمامه إلى روسيا. فهل من مُعتبِر قبل فوات الأوان؟ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]     Encyclopeadia Univresalis ,T1 P633 
]  2]  H.Basset : Les influences Puniques Chez Les Berberes ,Revue Afriquaine V62 P340 
[ 3]  عثمان سعدي، الجزائر في التاريخ، الجزائر، دار الأمة 2013
[4]   E.Universalis : T5, P759
 [5] Jean Lassus : L'antiquté , Revue Africaine V100(1956)P87                                                    
  [6]   المغرب الكبير، رشيد الناضوري، ج1  صفحة 224  القاهرة 1966

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.