الغيمة جبلالي حول تملاد الأفافاس - الجزء الأول -

الوسيط بين الأفافاس وبن بلّة الغيمة جيلالي لـ"الشروق" / الجزء الأول

"متاعب آيت أحمد بدأت مع مصالي بسبب القضية الفلسطينية"

حوار: بلقاسم عجاج
الغيمة جيلالي رفقة صحفي الشروق
                                     الغيمة جيلالي رفقة صحفي الشروق
في سنة 1949، حصل خلاف داخل حزب "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" على قضية فلسطين، ثم اُستخلف آيت أحمد ببن بلة من ديسمبر 1949 إلى غاية مارس 1950، بسبب معارضة آيت أحمد لفكرة مصالي بإرسال قوات من متطوعين جزائريين إلى فلسطين، وكان آيت أحمد يرى بأنه يجب أن يُركز كل الجهد لمواجهة فرنسا، حينها قال مصالي "أنتم البربر ضد فلسطين"، وقالوا "إنكم تحضرون للحزب البربري".
في هذا الحوار المطول الذي تنشره "الشروق" في حلقتين، يكشف الغيمة جيلالي، وهو مجاهد ومسؤول قيادي بفدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، عن دوافع الخيار المسلح الذي انتهجته جبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس" ضد السلطة، فجر الاستقلال. ويعود الغيمة إلى تفاصيل خلاف حسين آيت أحمد في البداية مع مصالي الحاج "أب الحركة الوطنية"، كما يتحدث عن التعذيب الذي طاله على يد "الحركى" أو كما يسميهم "الإخوة المزيّفين  ".
يعتبر الغيمة جيلالي أحد الوسطاء المحورين بين قائد جيش الأفافاس وحكومة الرئيس بن بلّة، خلال عملية تزويد مقاتلي حزب جبهة القوى الاشتراكية بالسلاح لمواجهة السلطة، سنة 1963، وهو من مواليد دشرة الصوامع ولاية تيزي وزو في 11 ديسمبر 1931، كافح المستعمر في عقر داره، حيث كان مسؤولا عن منطقة بباريس بفدرالية جبهة التحرير  بالخارج، غادر عمله بالمصنع، سنة 1956، وتفرغ لمهامه في جبهة التحرير، سجن لمدة سنتين. عاد للجزائر ثلاثة أشهر بعد الاستقلال، وحالياً يسيِّر شركة خاصة.

 بداية، كيف تشكلت فدرالية جبهة التحرير التي كنت أحد أبرز قادتها في باريس؟
الحديث عن تشكيل فدرالية فرنسا يضطرنا للعودة إلى سنوات الهجرة، حيث التحق بباريس لوحدها ما بين 1905 إلى 1912 حوالي 13 ألف جزائري، ثم أصدرت فرنسا، سنة 1912، قانون تجنيد الجزائريين، وخلال الحرب العالمية الأولى، جُند قرابة 270 ألف جزائري، 150 ألف للحرب ضد ألمانيا و120 ألف حوِّلوا إلى المصانع لتعويض الفرنسيين الملتحقين بالحرب.
وفي 1922، بدأ تشكُّل خلايا الإعانة لإيجاد العمل والسكن للقادمين، ومنها تكوَّن الحزب السياسي الأول في 1926، على خلفية زيارة الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر وابن الهاشمي، سنة 1924، والذي كان برتبة نقيب ثم غادر صفوف الجيش الفرنسي، وتناقشت معه الخلايا لإعادة النظام السياسي وتم تأسيس "حزب نجم شمال إفريقيا"، ثم نُفي الأمير خالد من فرنسا باتجاه سوريا.
وقد تم حل نظام نجم شمال إفريقيا، في 1937، وتأسس حزب الشعب الجزائري في مارس 1937، ولكن في جوان 1937، مُنع حزب الشعب الجزائري وبقي يشتغل في السرية إلى غاية 1946، ثم جاءت مجازر 8 ماي سنة 1945، وهناك من رفضوا الانضمام في السياسة بعد المجازر، وبدأوا ينادون بضرورة تفجير ثورة مسلحة ضد فرنسا، وقام مصالي في فيفري 1945 بإنشاء حزبه في السرية، وكان بلوزداد أول من عيِّن سنة 1948 على رأس الحزب السري، وبعدها مرض وترك المسؤولية لحسين آيت أحمد، سنة 1946 .

 يبدو أن نقطة الخلاف ومتاعب آيت أحمد بدأت منذ توليه ذات المسؤولية؟
في سنة 1949، حصل خلاف داخل حزب "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" على قضية فلسطين، ثم اُستخلف آيت أحمد ببن بلة من ديسمبر 1949 إلى غاية مارس 1950، بسبب معارضة آيت أحمد لفكرة مصالي بإرسال قوات من متطوعين جزائريين إلى فلسطين وكان آيت أحمد يرى بأنه يجب أن يُركز كل الجهد لمواجهة فرنسا، حينها قال مصالي "أنتم البربر ضد فلسطين"، وقالوا "إنكم تحضرون للحزب البربري"، وفي 1953 تغلبت اللجنة المركزية على مصالي، وهو بدوره عارض موقف المندوبين وطلب انعقاد المؤتمر الثالث في سويسرا، 13، 14، 15 جويلية 1954، ثم انقسم الحزب على اثنين بين المصاليين والمركزيين، بقي الحزبُ السري يشتغل، ولم يعط مصالي قيمة كبيرة لمجموعة الـ 22 التي قررت في مارس 1954 تفجير الثورة، وارتأت بعض الآراء الرجوع إلى مصالي وكان بوضياف وبن بولعيد في الفوج، لكن مصالي قال: "من يقوم بالثورة دوني؟".

 متى التحقت بفدرالية فرنسا؟
هاجرتُ إلى فرنسا سنة 1950، ووجدت أخي مسؤول قسمة "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" واشتركت في المنطقة الثامنة عشر في باريس، وفي 8 ديسمبر 1951، جاء عزام باشا أمين عام الجامعة العربية آنذاك، لإلقاء خطاب في "ميليزوم ديفار" وهو مكان يتسع إلى أكثر من 20 ألف شخص، وجاءت تعليمات من الحزب لحضور الخطاب، لكن السلطات الفرنسية منعته، فغادرنا المكان.
كنت أدرس في مركز التكوين المهني تخصص الرسم الصناعي، وسُجنت حينها ضمن 15 ألف شخص في سجن "موبار ميتياليتي" في القسمة الخامسة في فرنسا، لليلة واحدة، وفي الصباح تم التحقيق معنا وأطلق سراحنا تباعا، ومنذ تلك اللحظة بدأت اشترك في الجرائد، ونشارك مع اليسار الفرنسي، وفي سنة 1953 لما خرجنا بالعلم داهمتنا الشرطة في 14 جويلية ونُزع منا العَلم، ومات 6 مناضلين من الحزب وواحد فرنسي شيوعي سقطوا بالرصاص، عقب محاولة تجريدنا من العلم.

 هل واجهتم صعوبة في المهجر بسبب خلاف مصالي مع جماعة الـ 22؟
جاءت مناشير باسم مجموعة الـ 22، ولما اندلعت الثورة برز تنظيمٌ جديد تابع لمصالي وهو "الحركة الوطنية الجزائرية" فبدأت التساؤلات والحيرة، حول: من أشعل الثورة؟ وقررنا إرسال من يأتينا بالخبر اليقين من الجزائر، في فيفري 1955، ويتحدث باسم الجبهة والتقى بكريم بلقاسم وأوعمران اسمه السعيد موزارين، كان هو المسؤول عن "حركة انتصار الحريات الديمقراطية"، لم ينحزْ لا للمركزيين ولا للمصاليين وكان أول من نظم خلايا الجبهة في فرنسا، وبعد شهرين عاد ليؤكد: "لا يوجد في البلاد إلا جبهة التحرير الوطني"، وهناك بدأنا العمل تحت لوائها، وكانت أغلب المحلات والمقاهي بيدهم ومررنا بأيام صعبة، ولم نجد حتى أين نجتمع.

 لكن الخلاف تطوّر إلى صراع وتسبّب حتى في سقوط ضحايا؟
حقيقة الخلاف كان حول مبدأ، وهم ليسوا أعداء للجزائر، ومنذ 1956 بدأت الجبهة تبرز، وتراجع المصاليون الذين أعطوا أوامر بتصفية قيادات جبهة التحرير، وكنا قد بدأنا شراء الأسلحة بأموالنا الخاصة وبدأت الجبهة تدافع عن نفسها، وحصلت مواجهات مسلحة، بداية بالمسدسات ثم تطورت الأمور إلى شراء الرشاشات والقنابل تحسبا للمواجهات مع شرطة فرنسا، بعد المصاليين، وبدأنا نجلب السلاح من ألمانيا وايطاليا. المهم كان نتيجة الخلاف بين "الحركة الوطنية الجزائرية" التابعة لمصالي وجبهة التحرير الوطني، مقتل 4500 جزائري و9 آلاف جريح من الطرفين.
وكان آخر معاقل "الحركة الوطنية الجزائرية" فندق في فور بوفوا بباريس، فاضطرت الجبهة لافتعال حادثة حريق أشعله شابان بالبنزين من الطابق الرابع إلى الأرضي، وتعرض أحد الشابين لحروق برجله وجلبنا له طبيبا جزائريا، وفعلا جاءت الحماية وخرج السكان وغادروا المكان وبذلك تم تفريق جماعة "الحركة الوطنية الجزائرية" وجاء سكانٌ جدد بعد الترميم، تابعون للجبهة وهذا في سنة 1957.
وفي ماي 1956، جاءنا الأمر بإضراب 8 أيام، وورفعت الجبهة صوتها عاليا، ونظمت النواحي، حينها بدأت فرنسا تنظم السجون لشن عملية الاعتقالات، وفي أفريل 1957 بعثت فرنسا ثلاثة خونة جزائريين لتمثيلها في الأمم المتحدة ضد جبهة التحرير، وهم: علي شكال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر، روبار عبد السلام بطل فرنسا للتنس وعلي ميمون وكان بطل فرنسا في العدو.

 كيف تعاملت الجبهة مع الخونة الثلاثة؟
عندما عاد هؤلاء الثلاثة حكمت عليهم الجبهة بالإعدام، وكان علي ميمون قد تراجع، فلم يُنفذ فيه الحكم، أما علي شكال فقتله بن صدوق يوم كان في الملعب رفقة رئيس الجمهورية الفرنسية روني كوتي ( 1953- 1958)، حينما كان مغادراً للملعب، وكانت العملية مثالاً صارخاً على شجاعة مجاهدي جبهة التحرير وفدائييها. أما روبار عبد السلام فوجهت له عدة رصاصات واعتقدوا أنه مات لكنه بقي حيا.
وقد تحسنت الحالة النظامية، بداية من سنة 1958، وقسِّمنا إلى فوجين؛ واحد للسياسة وفوج للقتال، وفدرالية فرنسا كانت تجمع 400 مليون فرنك فرنسي شهرياً تُرسل لخزينة الحكومة المؤقتة، وبقي بعض المصاليين إلى غاية الاستقلال خاصة في الشمال. وبين سنتي 1956 و1957 بعثت فرنسا قوة عسكرية كبيرة إلى الجزائر، وتم غلق الحدود وتشديد الخناق على السلاح، فقررت الجبهة نقل المعركة إلى أرض فرنسا، وعليه توقف إرسال 80 ألف جندي فرنسي إضافي.
ومن سبتمبر 1958 إلى 5 أكتوبر 1961 (حينما عجز الحركى)، خرج أمر حظر التجوال من 9 ليلا إلى الخامسة والنصف صباحا، مع تغيير إقامة العمال من فندق إلى آخر لزرع "البياعين"، من ناحية إلى ناحية، ولما فشلت العملية صدر قانون حظر التجوال في 5 أكتوبر 1961 بمنع التجوال من الساعة 7 والنصف حتى الخامسة صباحا. وقررت فدرالية فرنسا القيام بمسيرة سلمية يوم 17 أكتوبر 1961.
وفي تلك الظروف، ألقي عليّ القبض من قبل شرطة مرسيليا، ومكثت للمرة الأولى، 27 يوما في الحبس، ولم يثبت علي أي شيء ولم يحصل الأمن على أية وثيقة كدليل، فأطلق سراحي بعد التعذيب بالكهرباء والماء. وفي المرة الثانية، ألقي عليّ القبض، ليلا، في باريس من طرف الشرطة الفرنسية، وكنت قد تقلدت المسؤولية، وهذا بعدما تعقبوني لأنني كنت سأترك المفاتيح لأحد المسؤولين، ووجدوا لديَّ التقارير المالية لثلاثة أشهر، تتضمن 195 مليون فرنك فرنسي، تقريبا كل شهر 65 مليون فرنك عن المنطقة.

 هل حصل المحققون على أسماء؟
أبدا، لأننا لا نضع الأسماء في القوائم، ونقلوني إلى السكن الذي أُعد فيه التقرير، وهو عبارة عن غرفة واحدة (ستوديو) وكان لدي "ستوديو" بمكان آخر. ووجد المحققون التقارير الثلاثة التي كنا نعدّها، يضاف للمالية تقريرا النظام والسياسة، وتخوفت من قدوم أحد المسؤولين كان يبيت هناك، فقلت لهم: لا يوجد سلاح أو غيره.. لكنهم وجدوا قائمة أخرى تضم 64 مسدسا لكنها قائمة مثل المالية تضم العدد فقط، ولم يجدوا المال أو السلاح، كما وجدوا بطاقات مزورة وأسماء الشرطة و"الحركى" المتابعين من قبل الجبهة.
نقلوني إلى شارع دي سوسي، وفي الغد، أحالوني على البحث، فقلت لهم: إنني حارس على الأوراق فقط، وانتظر أن يأخذهم شخص لا أعرفه، وأضفت: أنا حمّال في السوق، وهي حيلة للتهرب على أساس أن الحمال ليس لديه وثائق تثبت العمل.
وفي الغد، نُقلت إلى جهة مغايرة للبحث، وفي تلك الليلة فكرت أنه كان لديّ مفتاح للغرفة الثانية التي أسكن فيها، فوضعته تحت السرير خوفا من تفتيشي.

 ماهي أهم الأسئلة التي كانت تطرح عليك؟
دارت الأسئلة حول: من يأتي لأخذ الأوراق؟ وكيف تتصل به؟ والساعة التي يقدم فيها؟.. وفي الأخير ملَّ المحافظ، وقال: "أنت مسؤول ومبحوث عنك كمسؤول عن منطقة "سوبر زون"، فقلت له: ضعوني في الحبس، فأجاب: "هكذا.. مادام أنك رفضت قول الحقيقة، سنأخذك إلى إخوانك".. فأخذوني إلى مركز فانسان وهو مركز للانتقاء، إما الحبس أو إطلاق السراح بعدها، وبعد مدة بقيت منفردا، استدعيت للتحقيق ثانية، وقالوا: "أين تسكن؟ فقلت: أين وجدتموني، قالوا "لا، أنت في المكان الفلاني"، وكان هناك شخصٌ أعرفه صعد معي في الحافلة وكان قد جندته الشرطة، وتذكرت أنه كان يتبعني فشككت حينها ونزلت في الموقف الموالي وليس الموقف الحقيقي، ولذلك قالوا لي: تسكن في الناحية بين نانتار والمحطة، وهو مكان وضع فيه مركز "الحركى"، في أول مرة من قبل النقيب ريمون مونتانيار.
وفُتشت مرتين ووجد مفتاح واحد فقط، وقلت لهم هذا هو المفتاح الذي لدي للسكن ولم يكتشفوا البينة، وقاولوا: "ارجع إلى مكانك"، ثم جاء الأمر بإطلاق سراحي، وشككت في إمكانية ملاحقتي.. قالوا: "هاهو الميترو"، فقلت: يجب نقلي بالحافلة، أجابوا: "الحافلة معطلة"، وبمجرد خروجي وجدت 4 "حركى" في انتظاري، هربت منهم في الأول، لكنهم واصلوا ملاحقتي والهجوم عليّ، سألتهم: لماذا؟.. لكنهم وضعوني في سيارة وعصبّوا عينيَّ، ووضع المسدس على رأسي، وفتحت عينيّ داخل مركز "الحركى" في طابق تحت الأرض، وبدأ التعذيب على يد ملازم أول فرنسي يسمى دو روجو وكان ببدلته العسكرية، وثلاثة "حركى" أحدهم ملازم حسبما نادوه والاثنان بزي مدني، التعذيب بالضرب دون شفقة مع وضع خشبة بين الركبتين والماء في الأنف...
الملازم قال لي: "يجب أن تقول الحقيقة أو نزعم بأن الجبهة قتلتك كخائن"، قلت لهم: الأفلان يعرف أنني لست خائناً وأنتم وضميركم، وقال لي الفرنسي: "أنا عسكري ليس لدي أيّ ضمير". بعد يومين، جاء النقيب وقلت لهم نفس الكلام الذي قلته للشرطة، وفي اليوم الثالث، احضروا شخصا وقالوا: "إنه يعرفك"، قال لهم: "صحيح كنت رئيس ناحية ولا أعرفه والجبهة تخلت عن مهامي بعدما مرضت"، وأشرت له بشفتي قاصدا بذلك "لا تخف لا أعرفك، ثم وضعنا في قاعة مع بعضنا وجاء "حركي" لسماع الكلام بيننا، وهو شاب من قسنطينة وأنا مسؤوله وأعرفه، وتظاهرت بعدم معرفته حينما سألته بالقبائلية: من أين أتوا بك؟ فخاطبني "الحركي" الذي يتقن الأمازيغية: "إنه عربي لا يتقن الأمازيغية"، وبعدها رد عليّ الشاب: "سجلنا هدفا رائعا على الحركى".

 وكيف تخلصت من قبضة الأمن؟
في الغد، استدعانا الملازم، وقال "نحن نعرف أنكما مسؤولان، ولكن رفض تعاونكما معنا سيدفعنا لوضعكما في السجن"، قال لصاحبي: "كيف التحقت بالجبهة؟"، فقال له: "بسبب الباطل الذي لحق بأهلي"، وأنا قلت له: كيف تسأل بعد 6 سنوات من الثورة كيف التحق الجزائري بالثورة؟ فقال لي: "أعرف أن الجزائر ستنال استقلالها بعد عامين، وأدرك أنني سأجدك كرئيس دائرة في الجزائر"، وفي الغد أخذنا للسجن ووضعنا في الزنزانات الفردية، وطلبت مقابلة طبيب، حيث تلوّن جلدي بعدة مناطق من جسمي باللون الأزرق، وتكسرت اثنتان من أضلاع قفصي الصدري وحصل شق في رأسي بعد سقوطي على قارورة زجاج، فسألني الممرض: من فعل بك هذا؟ قلت له: "الحركى"، فقال لي:" هم إخوانك"، ومن هناك أنجزت تقريرا للمحامي منذ دخولي السجن  إلى غاية خروجي، ووصل التقرير إلى جبهة التحرير وسلمه المحامي إلى العدالة.
وقد سُجنتُ إلى غاية الاستقلال، وعدتُ إلى الجزائر في أكتوبر 1962 وعايشتُ أولى الخلافات والصراعات على الحكم بين رفقاء السلاح.

يُـتـبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
في الحلقة القادمة:
تفاصيل الصدامات بين مقاتلي الأفافاس والجيش بين 1963 و1965
تفاصيل وساطة الغيمة الجيلالي بين الطرفين وانتهاء النزاع المسلح.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المـلـــــف : مصالي الحاج ( المولد ، النشأة و الكفاح )

ملف الخونة : الباشاغا بوعلام.. من بطل فرنسي خلال الثورة إلى منبوذ بعد الاستقلال

تكريم الأستاذ دفوس عبد العزيز: لمسة وفاء لأهل العطاء.